المحافظة على الهدوء في السوق المضطرب!! (الجزء الاول )
في صميم المتاجرة أو الإستثمار تبقى معضلة ألا وهي المحافظة على رأس المال. يجب أن لا يخسر المتاجر وسيلته الإستثمارية. في نفس الوقت ينبغي أن يستغل الفرص التي تأتيه و لكنه بذلك يخاطر برأس ماله. إنها عملية موازنة.
المتاجر ينبغي عليه أن يحسب المخاطر و الأرباح المحتملة بإستمرار و يبقيهما في حالة توازن. و من المعلوم أنك إن لم تخاطر فلن تكسب شيئا.
كثرة التردد في مواجهة حركة السوق يؤدي لضياع موجة الأرباح . أيضا الإستعجال بالدخول في عملية المتاجرة قبل نضوجها يؤدي إلى إشارات وآمال و أهداف خاطئة.
الخروج و الرضى بالأرباح القليلة أثناء حركة السوق الكبيرة هي طريقة للإعتدال في أحسن الإحتمالات و للخسارة في أسوئها.
الثروات الكبيرة أمكن تحقيقها من خلال البقاء في العملية لأطول فترة عبر إرتفاع و إنخفاض الأسعار. و مثال وارن بفت أثبت ذلك.
في الجانب الآخر كلنا سمعنا قصص الأثرياء الذين ماتوا مفلسين و متحسرين. و هناك مثال لشخص كسب 20 مليون دولار في إرتفاع الأسهم في عام 2000 , و اليوم سيكون محظوظا إن تبقى له 10.000 منها.
و نعلم أيضا أن الذين يكسبون من خلال المتاجرة هم الذين يتعرضون للكثير من الخسائر الصغيرة و لكنهم يكسبون القليل من الأرباح الكبيرة , بينما الذين يخسرون في المتاجرة هم الذين يكسبون الكثير من الأرباح الصغيرة و لكن يتعرضون للقليل من الخسائر الكبيرة.
نعم أخي العزيز : المعادلة المؤدية للنجاح يمكن إختصارها في التالي: قلل الخسائر و اترك الأرباح لتزيد . و لكن الواضح أن المتاجرين لا يستطيعون تطبيق ذلك.
إنها سهلة في القول و صعبة في التطبيق.
لماذا نمارس الأفعال التي تعمل ضدنا؟ و لماذا نكررها مرارا و تكرارا ؟
المحافظة على الهدوء في السوق المضطرب (الجزء الثاني)
قبل الدخول في أي عملية إسأل نفسك الأسئلة التالية:
1- ماهي الأرباح المحتملة؟
2- ما هي المخاطر المحتملة؟
3- ما هو الشيء الذي سيؤكد لي أن رؤيتي خاطئة؟
ينبغي أن تكون المتاجرة مبنية على شواهد و إستدلالات واضحة مثل حركة السعر و المؤشرات التي تدل عما إن كان السعر سيستمر في إتجاه معين أم أنه يمر بمرحلة تذبذب أو إنعكاس.
قبل فتح العملية إستعد و تقبل إحتمال حصول الخسارة قبل إستعدادك للربح و اسأل نفسك : هل الخسارة المحتملة مقبولة؟
بعد فتح العملية أنظر إلى الربح و لا تنظر إلى الخسارة فقد تقبلت إمكانية حصولها قبل فتح العملية.
بعد الدخول في العملية نريد أن نحافظ على التفاؤل و التوقعات الإيجابية و لكن هذا يختلف عن الإصرار على ضرورة نجاح هذه العملية بالذات مهما حصل.
ينبغي أن نثق أنه من خلال المتاجرة الصحيحة و المنضبطة فإننا سوف نحقق الأرباح , لكن ليس بالضرورة في هذه العملية المفتوحة بالذات.
الصراعات الداخلية:
في بعض الأحيان تكون الإنحرافات و الأخطاء مبنية على إفتراضات لا شعورية .
نحتاج أن نجعل عقولنا الواعية و اللاشعورية في حالة إنسجام و إتفاق مع هدف تحقيق الثروة من خلال المتاجرة.
ربما نعتقد أننا نريد تكوين الثروة في السوق و لكن هناك بعض الأفكار الغير معلنة تؤدي إلى خسارتنا.
البعض يرتبط بفكرة الثراء القذر و أن هناك شيئا قذرا في المال أو أن المال سبب الأخطاء.
قال تعالى : إنما أموالكم و أولادكم فتنة . هل هذه دعوة للتخلي عن الأولاد؟ أم أنه تحذير من فتنة الأولاد؟ ألا نؤجر إن أحسنا النية و التربية ؟ بلى.
أليس : إنما الأعمال بالنيات؟ بلى.
و قال عليه الصلاة و السلام : نعم المال الصالح للعبد الصالح . و قال : اليد العليا خير من اليد السفلى و قال: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف . و المال قوة إذا استعمل في الخير.
و البعض الآخر من الناس يثقون حرفيا بمقولة: نعم نحن فقراء و لكن سعداء. فقراء و لكن صادقين. إن هذا الصنف من الناس لا يريد أن يخاطر بالسعادة أو الصدق (كما يظنون) . لقد كونوا في أذهانهم أختيارا تبادليا. إما هذا أو ذاك. إن كان الشخص غنيا فلن يكون سعيدا و لن يكون صادقا.
و لكن لحظة: هل كل الفقراء سعداء أو صادقين؟ نقول : لا . و كذلك: ليس كل الأغنياء غير سعداء أو غير صادقين ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) .
إختبر نفسك الآن و قل: أستحق أن أكون غنيا من خلال المتاجرة. ما هي الأفكار التي تأتيك؟
هل تشعر أنك تحصل على شيء مقابل لا شيء؟ هل تشعر أنك يجب أن تعمل طوال النهار و تكدح لتحصل على مردود مادي؟ هل تشعر أن المتاجرة مثل القمار؟ هل هناك أي سبب يجعلك تظن أنك لا تستحق الحصول على ثمار المتاجرة؟
إذا فعليك بالبرمجة النفسية الإيجابية ( أو بالإيحاءات النفسية الإيجابية ) مثل قولك : أنا أقدر المال لأنه قوة للخير أو أنا أحب المتاجرة و هكذا .
منقول للفائده
مواقع النشر (المفضلة)