بأداء إيجابي للبنوك.. الأسهم السعودية تدخل تعاملات حاسمة لاختتام الشهر الثامن
بعد أن حققت 8.2% في أغسطس و73 نقطة في 4 أيام
الرياض: جار الله الجار الله
تدخل سوق الأسهم السعودية تعاملات اليوم لتودع فيه تداولات الشهر الثامن من العام الجاري، حيث يعتبر اليوم الأربعاء آخر تداولات أغسطس (آب) الحالي الذي عاشت فيه السوق أحلى أيامها في 2007 بعد تداولات فبراير (شباط) الماضي التي حقق فيه مؤشر السوق القمة الأعلى في تعاملاتها لهذا العام. حيث حققت السوق خلال تعاملاتها الشهرية إلى إغلاق الأمس 624 نقطة تعادل ارتفاعا بـ 8.2 في المائة، وتبقى تداولات يوم واحد لتثبت السوق من خلاله مقدرتها على المحافظة على مكاسبها المحققة. كما يتزامن الإغلاق الشهري للسوق اليوم مع نهاية التعاملات الأسبوعية والتي حققت فيها السوق خلال الايام الأربعة الأولى 73 نقطة بنسبة تسعة أعشار النقطة المئوية مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي لتساهم تعاملات الأسبوع بـ 11.6 في المائة من مجمل النقاط الخضراء التي حصدها المؤشر العام في الشهر الحالي.
واستطاعت السوق في تعاملاتها أمس من إيقاف حركة التداول في المنطقة الخضراء بعد أن تحرك القطاع البنكي في الاتجاه الايجابي إذ حقق ارتفاعا بمعدل 1.8 في المائة، مدفوعا بالأداء المتفائل الذي عكسته أسهم جميع شركات القطاع. وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 8162 نقطة بارتفاع قوامه 46 نقطة تعادل 0.58 في المائة عبر تداول 223.1 مليون سهم بقيمة 12.01 مليار ريال (3.20 مليار دولار). أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» سعد ناصر الهاجري محلل فني، أن مؤشرات فنية لأسهم بعض الشركات في السوق السعودية تعكس نوعا من التضخم على المدى اليومي، إلا أن هذه الإشارات لا تعني تأكيد الخروج أو مواجهة السوق لهبوط، مستندا في ذلك لأن المؤشر العام يتمسك في مساره الصاعد الذي يعطي استمرارية في الاتجاه الحالي.
وأفاد الهاجري أن تأكيدات الخروج للمضاربين يكون بكسر هذا المسار الصاعد بالتنازل عن مستوى 8050 نقطة، مستطردا في حديثه بأن السوق السعودية تعيش مناخا جيدا وليس هناك ما يدعو للقلق خصوصا ما تكشف عنه مؤشرات السيولة التي تدفع إلى الاطمئنان ما لم تكسر مستوى 7 مليارات ريال (1.86 مليار دولار).
ويعلق الهاجري على تعاملات أمس بقوله إن السوق استطاعت أن تغلق على الجانب الإيجابي فوق موجة فرعية تتمثل في مستوى 8150 نقطة مما يعطي المؤشر محفزا أكبر على مواصلة الصعود، مفيدا أن هذا التفاؤل في حركة المؤشر العام يزيد من الثقة في اختراق السوق لمستوى 8178 نقطة والتي تعد قمة سابقة شهرية.
وأبان أن اختراق هذه المستويات يعني الكثير في عالم التحليل الفني لأن تعاملات اليوم تعتبر إقفالا لتداولات شهر أغسطس الحالي والذي يؤكد استمرار السوق في اتجاهها المتفائل، مؤكدا أن هذا التفاؤل في توقعاته بتمكن السوق من تجاوز متوسط 200 يوم (المركب) والاستقرار فوقه لأكثر من أسبوعين لأول مرة منذ الانهيار.
ويشدد المحلل على أن تجاوز السوق لهذا المتوسط عند مستوى 8050 نقطة إشارة قوية على انتهاء فترة التصحيح في السوق والتي استمرت من شهر فبراير (شباط) 2006 والذي يعني بداية دخول المستثمرين في السوق، مضيفا أن استمرار تمسك المؤشر العام فوق مستويات 8050 نقطة يعكس تأكيدا على استهدافه مستوى 10000 نقطة.
ويرى الهاجري أن الموجة الحالية التي تعيشها السوق تسعى لتحقيق هدف غني متمثل في مستوى 8800 نقطة، مشيرا إلى بداية ظهور إشارات إيجابية وقوية على أسهم بعض الشركات التي توصف في مجتمع المتعاملين في السوق السعودية بالشركات الثقيلة وعلى وجه الخصوص في القطاع الصناعي. من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» سليمان السعدون مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية في تعاملاته أمس كشفت عن استعادة قطاع التأمين لاهتمام السيولة التي انصبت على أسهم شركاته بعد أن هجرته نسبيا في الايام الأربعة الأخيرة من هذا الأسبوع.
وأفاد أن هذه التوجهات عززتها الإدراجات الجديدة في هذا القطاع مما جدد دماء السيولة في تعاملاته وحفزت المتداولين على اللحاق بأسهم شركاته التي تؤكد مطاردتها لمثيلاتها في القطاع.
الخطوط الجوية السعودية تؤسس 6 شركات وتشتري عشرات الطائرات.. و الإعلان قبل نهاية العام
الملحم المدير العام لـ«الشرق الأوسط»: سياستنا الشرائية اختلفت .. وقطاع الشحن سيخصص قبل نهاية 2007
لندن: مطلق البقمي الرياض: مساعد الزياني
كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في الخطوط الجوية السعودية عن أن الخطوط ستعلن قبل نهاية العام الجاري، شراء عشرات الطائرات ضمن خطة لتحديث أسطول المؤسسة.
وأكد المهندس خالد الملحم مدير عام المؤسسة العامة للخطوط السعودية، في اتصال هاتفي من أميركا مع «الشرق الأوسط» أن لديهم خطة واضحة على مدى عشرة أعوام لتحديث الأسطول من خلال شراء طائرات واستئجار أخرى لفترات طويلة بما يتلاءم مع نمو المؤسسة. لكن الملحم لم يحدد الفترة الزمنية لإعلان الشراء أو كميته، فيما تشير معلومات من مصادر خاصة إلى أن عدد الطائرات سيكون بالعشرات لكنها أقل من الصفقة التي أبرمتها الخطوط السعودية في منتصف التسعينيات الميلادية مع شركة بيونغ والتي على ضوئها اشترت 61 طائرة. من جانبه لم ينف الملحم هذه المعلومات، وفي ذات الوقت لم يؤكدها، لكنها أشار إلى أن سياسة الخطوط السعودية اختلفت عن الماضي، مفيدا بأن المتبع السابق كان يتضمن شراء كميات كبيرة من الطائرات، وبالتالي الانتظار لفترات طويلة للتحديث، فيما السياسة الجديدة تتضمن شراء طائرات على مراحل تعتمد على نمو الخطوط السعودية والتطورات التي تشهدها صناعة الطائرات.
وأضاف أن خطتهم تتلاءم مع توجهات هيئة الطيران المدني بأن يكون هناك مطار محوري في جدة يستفاد منه بحركة العمرة التي تشهد نموا كبيرا يتوقع أن يصل خلال سنوات إلى حوالي 10 ملايين معتمر في العام الواحد ستستفيد منه جدة بحكم موقعها كبوابة لمكة المكرمة.
من جانب آخر، وحول قرار مجلس الوزراء السعودي السماح للمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، بتحويل الوحدات الاستراتيجية في القطاعات المراد تخصيصها إلى شركات، يرخص للمؤسسة بتأسيسها بمفردها وتملكها كاملة، وذلك تمهيدا لتخصيصها بمشاركة مستثمرين من القطاع الخاص، قال الملحم إن القرار يعتبر ركيزة أساسية ومهم في سبيل تخصيص وحدات الخطوط.
وأكد أنه على ضوء القرار سيتم تأسيس 6 شركات تضم وحدات: التموين، وقطاع الصيانة، والشحن، والخدمات الأرضية، والطيران وهو القطاع الأساسي للخطوط السعودية، فيما ستتملك الشركة السادسة كلية الأمير سلطان للطيران.
وأشار إلى أن الشركات الجديدة سيتم في خطوة لاحقة بعد عامين إلى ثلاثة أعوام من تأسيس كل شركة طرحها للاكتتاب العام وإدراجها في سوق الأسهم السعودية.
وكانت الخطوط السعودية قد طرحت أول وحدتها للتخصيص تحت مسمى «الشركة الجديدة للتموين» والتي تعمل حالياً كوحدة استراتيجية مستقلة تتبع المؤسسة العامة للخطوط العربية السعودية في أغسطس (أب) من العام الماضي. وشهد الطرح إقبالا جيداً من قبل المستثمرين، وذلك بعد تحقيق وحدة التموين إيرادات بلغت 643 مليون ريال (171 مليون دولار) بأجمالي هامش ربحي تشغيلي يصل إلى 25 في المائة وصافي أرباح يقدر بنحو 142 مليون ريال (37.8 مليون دولار) في عام 2005. وتتجه نية المؤسسة العامة للخطوط إلى قيام الشركة الجديدة للتموين بإبرام عقد حصري متوسط المدى مع المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية لتقديم خدمات التموين على رحلاتها.
وهنا عاد الملحم مرة أخرى، ليكشف أن القطاع الجديد الذي سيكون عليه الدور في تخصيص وحدات الخطوط السعودية هو قطاع الشحن. إذ أوضح أن هناك إجراءات تتبع حاليا لتفعيل تخصيص هذه الوحدة قبل نهاية العام الجاري 2007.
وأفاد بأن القطاع الذي سيليه في مرحلة التخصيص سيكون قطاع الخدمات الأرضية على أن يتبعه قطاع الصيانة، فيما سيكون قطاع الطيران وهو النشاط الأساسي للخطوط السعودية الأخير الذي سيتم تخصيصه.
ومع موافقة الحكومة السعودية على تخصيص الخطوط الجوية العربية السعودية وتحويل وحداتها الاستراتيجية إلى شركات تملكها الشركة القابضة، تكون المؤسسة قد خطت خطوة إلى الإمام لتنفيذ استراتيجيتها نحو الخصصة، وذلك بالتحول إلى شركة قابضة تملك عدد من الشركات الاستراتيجية بمشاركة من القطاع الخاص. وتأتي أهم مرتكزات إعادة الهيكلة في المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، في تحويل الوحدات غير الأساسية إلى وحدات تجارية إستراتيجية ومراكز ربحية وذلك لتحقيق الرؤية الاستراتيجية المثلى للبينة الهيكلية والتشغيلية في قطاع الطيران، في ظل المتغيرات التي يشهدها سوق الطيران العالمي.
وأشار الملحم إلى أن إجراءات دخول الشركاء الاستراتيجيين في الشركات المزمع تأسيسها يتصف بالوضوح والشفافية، مدللا على ذلك بما لمسوه من المستثمرين الذين تنافسوا للدخول في قطاع التموين في وقت سابق، في ظل المحافظة على أسس علمية لتقييم الشركات المزمع بيع حصص من رأسمالها بما يتلاءم مع سوقها وأصولها، ويضمن تحقيق أفضل الأسعار للمؤسسة.
وذكر المدير العام للخطوط السعودية، أن طريقة البيع التي سيتم تطبيقها لدخول شركاء استراتيجيين في الشركات المزمع تأسيسها، سيكون من خلال طرح مذكرة عن أعمال الوحدة المراد تخصيصها، ويطلب من المستثمرين أن يتأهلوا لها وفق شروط موضوعة من أهمها أن يملك المستثمر خبرة في نطاق العمل المزمع تخصيصه يمكنه أن يضيف للشركة الجديدة.
وأضاف أن تلك الخطوة سيتبعها عرض مذكرة متكاملة للوحدة على المستثمرين المتأهلين تتضمن الأعمال السابقة والمستقبلية وعلاقة الشركة الجديدة مع الخطوط السعودية، على أن يتبع تلك الخطوة دعوة المتأهلين إلى الدخول والاجتماع والإجابة عن استفساراتهم وملاحظاتهم إن وجدت، موضحا أن الخطوة اللاحقة إلى هذه المرحلة هي أن يتقدم المستثمرين بعروضهم المالية، ويتم بحضور ممثلي جميع المتقدمين فتح العروض.
وأشار الملحم إلى أن أعلى ثلاثة عروض، سيتأهلون إلى المرحلة الأخيرة، مبينا أنهم سيعطون يوما آخر لمراجعة عروضهم بناء على منافسيهم في هذه المرحلة لتقديم العطاء الأخير، والذي سيكون أعلاه هو الفائز بالدخول كشريك استراتيجي في الشركة التي تمثل وحدة استراتيجية من وحدات الخطوط السعودية الست.
مواقع النشر (المفضلة)