كريشنا جوها
من النادر أن تكون الأشهر الأولى الفترة الأسهل لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
في ضوء التوتر الذي تعيشه الأسواق واستجابتها العنيفة لكل ما يشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يغير موقفه المتعلق بالسياسة النقدية، يعقد البعض مقارنات سلبية بين السنوات الأخيرة لفترة ألان جرينسبان وأول أربعة أشهر من عهد بن برنانكي على رأس البنك المركزي الأمريكي.
ويقول استراتيجي في مؤسسة مالية بارزة، معبّراً عن آراء يشترك فيها المستثمرون على نطاق واسع: "لم يكن برنانكي ثابت الخطوة فيما يتعلق بالاتصالات، كما كان يمكن لي أن أتوقع".
ويرى ألان ميلتزر الأستاذ في جامعة برينستون، أن برنانكي لم يرتكب أية أخطاء واضحة في السياسة، لكنه يكافح لتوضيح فكرة للسوق. ويقول: "أعتقد أنه ينطلق إلى بداية صعبة".
لكن مراقبي البنك المركزي الذين ينظرون إلى الأحداث لفترة طويلة، بمن فيهم البروفسور ميلتزر، يقولون إن المقارنة الأكثر إنصافاً يمكن أن تكون مع سنوات جرينسبان الأولى في رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عندما تعرض الرجل الذي وصف فيما بعد بـ "المايسترو"، للقدر نفسه من الاختبار والشك من جانب الأسواق.
وفي آب (أغسطس) 1987، بعد ثلاثة أسابيع فقط، من تولّي جرينسبان رئاسة البنك، بدأ الدولار في الانحدار وأخذت عائدات السندات الأمريكية طويلة الأجل في التحليق. ورفع جرينسبان أسعار الفائدة في أيلول (سبتمبر)، لكن الدولار استأنف انحداره بعد وقت قصير، وارتفعت عائدات السندات إلى نحو 10.5 في المائة قبل أن تنهار سوق الأسهم في 19 تشرين الأول (أكتوبر) ذلك العام.
وكانت المعالجة الخبيرة لتلك الأزمة من قبل جرينسبان أول لبنة في بناء أسطورته، لكن المعلقين قالوا في ذلك الوقت إن جرينسبان واجه معوقات نتيجة لافتقاره صدقية سلفه، بول فولكر.
وكتب جون بيري، وكان عندئذ مراسلاً لصحيفة "واشنطن بوست": "دفع جرينسبان ثمن عدم كونه فولكر. فرغم تأييد جرينسبان لفترة طويلة، للسياسات القوية لمحاربة التضخم, لم يكن المتعاملون في الأسواق المالية متأكدين من كيفية أدائه وظيفته الجديدة. وفي الجانب الآخر، حقق فولكر بعد ثماني سنوات في رئاسة مجلس الاحتياطي مكانة كبيرة في عيون كثير من المتعاملين في السوق".
ولم يكن جرينسبان أيضا، معروفا منذ البداية بالتواصل الواثق الذي وسم سنواته اللاحقة. ويقول البروفسور ميلتزر إن جرينسبان في بداية توليه رئاسة مجلس الاحتياطي، حيّر السوق بالظهور وكأنه يعدّل أسعار الفائدة استجابة للتغيرات في مستويات البطالة. وجاءت سمعته شخصا ممتازا في الاتصال بعد عام 1994، عندما انتقل مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى دورة وضع أسعار الفائدة بشكل منتظم، حين كان جرينسبان يوجه توقعات السوق بين الاجتماعات.
ومقارنة بأول تجربة لجرينسبان، فإن برنانكي خاض بداية غير مضطربة نسبياً، لكنه يتولّى مقاليد الأمور في مرحلة صعبة من الدورة، يبدو فيها مجلس الاحتياطي الفيدرالي نفسه غير متأكد من كيفية تطور الاقتصاد.
وأدى التوافق بين وجود رئيس جديد للبنك المركزي والقواعد الأساسية غير المعروفة، إلى ارتفاع طفيف في توقعات التضخم وزيادة حادة في تقلبات السوق، حين يتحدث برنانكي، أو حين يصدر البنك بيانات أو وقائع اجتماعاته.
وحسب البروفسور ميلتزر، ارتكب برنانكي أخطاء في الاتصال: "كان مع تغير الأرقام، يغير موقفه من كونه حمائمياً بعض الشيء إلى صقوري بعض الشيء".
ويقترح البروفسور ميلتزر أن يبين برنانكي للسوق بوضوح شديد، أنه لا يستطيع عمل أي شيء إزاء بيانات التضخم الحالية، وأنه سيركز إلى حد بعيد على صورة التضخم على المدى المتوسط.
لكن طالما ظل البنك المركزي يتجنب ارتكاب أخطاء حقيقية في السياسة، كما يضيف ميلتزر، فلن يكون هناك أي شيء يمنع برنانكي من التعافي من زلاّت الاتصال والبدء ببناء سمعته الخاصة في السوق.
ملاحظة / لا يعتبر نقل هذا المقال هو دفاع عن اي شخصيه قياديه بأسواق المال , كان مجرد نقل ان من نسخط عليه اليوم قد يكون هو من يمجد غداً .
مواقع النشر (المفضلة)