لماذا هذا الهلع؟![]()
إن واقع سوق الأسهم في هذه الأيام يثير العجب والدهشة والاستغراب، كيف لا، ودولة تعيش أقوى عصورها الاقتصادية - عصر قرب تكامل البنية التحتية وتنوع الاستثمارات وتعددها - ناهيك عن الأرباح العالية للشركات المدرجة في سوق الأسهم في ظل
مكررات ربحية متدنية جداً مقارنة بأسواق البورصات الخليجية والعالمية علاوة على متابعة مباشرة من القيادة العليا للسوق ولا أدل على ذلك من القرارات الحكيمة في التجزئة ومصرف الإنماء
وإعادة نسبة التذبذب وإعادة الاستقرار إلى السوق أضف إلى هذا ما تعيشه بلادنا من أمن واستقرار وارفين فلله الحمد والمنة، إذا فلماذا هذا الهلع الذي طغى على المتعاملين في سوق الأسهم حتى حملهم على أن يزجوا بكل ما في محافظهم دفعة واحدة وكأنهم
بخسارة فادحة لا أبالغ إن قلت إنها قد تصل إلى ثلثي رأس المال وكأنهم وعدوا بهلاك أموالهم وتصفير حساباتهم. ولا تسل عما عمهم من ذهول وتوتر عصبي ونفسي ظهر على تصرفاتهم
وحياتهم، إنني أقول هذا لأن سوقنا فعلا ولا يحق أن نكابر يديرها ويقوم عليها صغار المستثمرين الذين ينظرون إلى أموالهم كل دقيقة ولم يألفوا الخسارة الرقمية التي دفعتهم وللأسف للخسارة الحقيقية. ليس هذا فحسب بل دفعتهم إلى أن يضاعفوا خسارة إخوانهم
المتأنين في اتخاذ قرار البيع اعلموا أن سياسة الخروج من السوق تحتاج إلى حكمة وروية ودراسة في اتخاذ القرار وطريقة تفعيله وليست سياسة بيع القطيع كأن الشركات أعلنت تصفير حساباتها وإعلان إفلاسها. نحن في أمس الحاجة إلى إعادة الثقة بمقدراتنا
وشركاتنا ورعاية قيادتنا وحكمتها وأمننا واستقرارنا. نحن في أمس الحاجة إلى أن نعيد حساباتنا، وفي أمس الحاجة إلى أن نغلق شاشة الأسهم ولو لبضعة أيام حتى نتنفس الصعداء. وثقوا بإذن الله متى فعلت أنت ذلك وفعله غيرك فإن السوق ستعود أحسن مما
نتصور وسترجع خسارتك الرقمية إلى أرباح حقيقية. ليس الوقت وقت تحليل فني بل هو وقت تحليل نفسي ومهني متى تحققت فينا الثقة وأزلنا الهلع فابشروا بسوق مليئة بالاخضرار والأرباح، ومتى كان العكس فإنكم كمن يدمي نفسه بيده. وإلى الملتقى في غد أخضر بإذن الله.
د. عبد الرحمن المخضوب - 18/03/1427هـ
مواقع النشر (المفضلة)