بعد منحة «سابك» وتطمينات محافظ هيئة المال.. سوق الأسهم السعودية تبدأ مرحلة جديدة اليوم
الرياض: محمد الحميدي أبها: علي البشري
تبدأ سوق الأسهم السعودية اليوم تعاملات أسبوع جديد، بدءا من نقطة المؤشر العام المتوقف بنهاية الأسبوع الماضي عند 13261 نقطة، فاتحا الباب لكافة الاحتمالات، سواء في الصعود ارتدادا من منطقة الدعم التي يتوقف عندها أو تلك التي لامسها أثناء تعاملات الأربعاء الماضي، أو العودة لمسار الهبوط، أو حتى المسار الجانبي بسلوك التذبذب الأفقي بين التراجع والصعود.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تباينت فيه آراء خبراء الاقتصاد ومحللي تعاملات سوق الأسهم حول مستقبل السوق، إلا أنه غلب على الطابع العام للتحليلات أن المؤشر العام للسوق لا يزال يبحث عن مستويات عادلة ونقاط تأسيس جديدة قياسا بمكررات السوق.
لكن هذا لا يلغي توقعات بصعود السوق، وهي توقعات لها ما يبررها، خاصة أن المؤشر العام للسوق يواجه حاليا دعما قويا، فيما الأسعار السائدة تغري قوى الشراء بالدخول لجمع أكبر كمية من أسهم العوائد في مناطق القاع التي قد تكون هي آخر ما يمكن اللجوء له في حال تراجع السوق بعد الارتداد المتوقع خلال الأسبوع الحالي.
* السويد: المؤشر يواصل البحث عن نقاط تأسيس
* واصل المحلل المالي محمد السويد توقعاته بتراجع السوق حتى مستويات تأسيس تراوح بين 9 و10 آلاف نقطة قبل العودة مجددا للنشاط والحيوية والوصول إلى مستويات قد تتباين بين 15 و17 ألف نقطة، مشيرا إلى أن السوق لا تزال فيها قدرة على الدفع والضخ إلى الأعلى ولكن ينتظر محفزات قوية قادرة على دعم المؤشر ورفعه. وفند السويد الرأي بأن السوق سيرتفع فوق 15 ألف نقطة قبل أن يصل إلى المستويين اللذين حددهما بين 9 و10 آلاف نقطة كمرحلة تأسيس لا بد منها للرسوخ عليها بثبات ومن ثم القدرة على الوقوف ثم القيام والحركة إلى الأعلى، مستثنيا القول إن المحفزات هي التي يمكن أن تكسر رؤيته، لا سيما إذا كانت من طراز المحفزات المحورية.
وقال السويد «حتى الآن لم يستفد المؤشر من دخول الأجانب للسوق وهو المحفز الذي ربما لم يأت في وقته»، مشيرا إلى أن تأخير الدخول كان الأجدى عند الرغبة في عمليات ضبط السوق ودعمه بجميع المساندات التي تضمن عمقه وتماسكه.
ويرى السويد خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن فترة الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة المقبلة سيعيش المؤشر فيها مرحلة بناء قاع جديد في المستويات الدنيا التي أشار إليها، بعدها توقع أن يكون هناك ارتداد جيد يتراوح بين 15 و17 ألف نقطة كما تراها القراءات الفنية. الهويدي: تصريحات السحيمي لن تضيف من جانبه، يخالف عبد المحسن الهويدي المستثمر في سوق الأسهم السعودية، ما ذهب إليه السويد من تأثير تصريحات السحيمي على السوق، مقللا من انعكاسات إيجابية على المؤشر العام نتيجة لتلك التصريحات. إذ أشار إلى أن ما ذكره لا يمثل إضافة ذات بعد أو قيمة قوية بإمكانها دفع سوق وتغيير مسار حركة لا سيما أن الحديث ذو الرؤية العامة لم يعد ذا جدوى وفائدة مرجوة. وأبان الهويدي لـ«الشرق الأوسط» بأن السوق ستعاود الارتفاع خلال اليومين المقبلين كانعكاس طبيعي لسلوك المؤشر العام فقط وليس إثر تطمينات السحيمي عبر حواره التلفزيوني، مبينا أن المحفز الحقيقي لا بد أن يخرج على شكل قرارات يمكنها أن تؤثر في نفسية المتعاملين إيجابيا ومن ثم سحب المؤشر إلى الأعلى نتيجة طبيعية للمحفز وليس لمجرد تصريحات تحمل العمومية في التحليل.
* أبو داهش: التوقعات تشير إلى ارتداد
* إلى ذلك يقول الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الوهاب أبو داهش بان التوقعات الأولية تشير إلى ارتداد قد يحصل خلال تداولات الأسبوع الجاري مدعوما من إعلان سابك الخاص بالمنح إضافة إلى أن كثيرا من الأسعار وصلت إلى القاع وهو أمر مغري جدا لدخول المستثمرين إلى السوق. كما أكد الخبير في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بان مكررات الربحية وخصوصا على الأسهم القيادية ستدعم توجه السوق نحو الارتداد إضافة، أن التطمينات التي أطلقها رئيس هيئة سوق المال مؤخرا وظهوره على وسائل الإعلام والذي من المرجح أن يعطي السوق بعدا آخر مشيرا إلى أن ظهور السحيمي أمر مهم جدا لا سيما انه أوضح بان هيئة سوق المال يهمها استقرار السوق خصوصا في مثل هذه الأوقات.
وتوقع الخبير بان تكون هناك مرحلة تصاعدية لمؤشر السوق مع انتهاء نتائج الربع الأول المشجعة حتى إعلان نتائج نصف العام، مشيرا إلى أن التذبذبات ستكون موجودة ولكن بنسب بسيطة لا سيما ان الأسهم السعودية تعودت على هذه الظروف كل عام. وعن التكهنات التي تقول بان تأثير إعلان شركة سابك الأخير وقتيا، شدد الخبير على أن الشركة لو أخرت وقت الأحقية لكان أمرا مجديا لان ذلك الأمر سيجعل كثيرا من المتعاملين يعيدون قراءة محافظهم بحيث سيهتمون في شراء السهم إذا قسنا بان سهم «سابك» يعتبر سهما ذا شعبية كبيرة بين أوساط المتداولين.
* السيف: الأسهم هذا الأسبوع على مفترق طرق
* في هذه الإثناء، يؤكد أحد المستثمرين بأن سوق الأسهم السعودية على مفترق طرق هذا الأسبوع فأي هبوط قوي سيجعل السوق في وضع حرج للغاية. وأشار المستثمر وليد السيف الى ان الكثير من الأهداف تحققت ولم يعد هناك مجال للهبوط ، فأسهم المضاربة نالت حظها من التصحيح القاسي كما أن كثيرا من المتعاملين تعلموا درسا قاسيا في كيفية التعامل مع هذا السوق إضافة إلى أن مكررات الربحية يسيل لها اللعاب خصوصا مع التوجع الاستثماري.
ويوضح السيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» ان تسريع إجراءات منحه سابك سيخلق توازنا للمؤشر بعيدا عن التذبذبات التي أضرت بالكثير لا سيما ان الأسعار تحتاج هذه الأيام إلى قدر كبير من الاستقرار بعد انتهاء آخر مراحل التجزئة أو الارتداد العقلاني وغير الطائش. ويرى السيف ان بقاء المؤشر بضعة أيام فوق حاجز 14 ألف نقطة أمر مهم جدا حتى تتمكن السوق من جلب اكبر كمية من السيولة التي ستدعم صعود المؤشر.
مواقع النشر (المفضلة)