مصادر لـ الشرق الاوسط : هيئة سوق المال تحكم الرقابة على محافظ تدور حولها الشبهات
مؤشر الأسهم السعودية يخسر 5.89 % وسط صعود 12 شركة فقط
الشرق الأوسط .. الرياض: محمد الشمري أبها: علي البشري
خسر المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس، 5.89 في المائة من آخر قيمة وصل إليها بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، بعد أن فقد المؤشر 799.94 نقطة هبوطا إلى 12775.05 نقطة، فيما لا تزال مصادر مقربة من دوائر صنع قرار المال والاقتصاد تشير إلى أن التعاملات المقبلة قد تكون حبلى بمفاجآت غير مسبوقة.
وجاء تراجع المؤشر العام أمس، إثر تداول 183.6 مليون سهم، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 12.3 مليار ريال (3.2 مليار دولار)، بتنفيذ صفقات وصلت كميتها الإجمالية 304.8 ألف صفقة، غير أن هذه الصفقات قد يتعرض البعض منها إلى مراجعة أو إلغاء.
وأوضحت مصادر مقربة من دوائر صنع القرارات الاستثمارية التي تتعلق بشكل مباشر بالاقتصاد الوطني، وتحديدا سوق المال، أن التعاملات المقبلة قد تكشف عن تطورات مذهلة، خاصة فيما يتعلق برقابة هيئة سوق المال لتعاملات الأسهم.
وبينت المصادر أن هيئة السوق حصلت على دعم لوجستي ومادي وبشري من جهات عليا للتدقيق في تعاملات محافظ كبرى تدور حول تعاملاتها الأخيرة علامات استفهام لم تناقش علنا في الوسط الاقتصادي، كما لم تطرح بشكل صريح في أروقة وسائل الإعلام التي تتابع تطورات السوق عن كثب خاصة بعد حادثة انهيار الأسعار التي بدأت من الـ 25 من فبراير (شباط) الماضي.
وشددت المصادر أن الرقابة الصارمة التي تم تركيزها على محافظ تدور حولها شبهات تتعلق بمخالفة قوانين تداول الأسهم، قد تنتهي بقرارات قاسية وجريئة في الوقت نفسه.
وأفصحت هذه المصادر أن المحافظ التي تم تركيز الرقابة على تعاملاتها بعضها يعود إلى مستثمرين ومضاربين يلتقون في الاسم الأخير أو ما قبله من حيث صلة القرابة، فيما يرتبط البعض منها بروابط غير صلة القرابة، لكن هذه المحافظ لم يتم تأكيد تورطها في مخالفات صريحة، فيما ثبت فعليا براءة البعض منها بعد فحص دقيق.
ولم ترغب المصادر كشف عدد هذه المحافظ وحجم الأموال التي تمتلكها، كما رفضت بشكل قاطع إعطاء مجرد تلميح عن الصفقات التي يتمتع بها ملاك هذه المحافظ، لكنها شددت على أن ثبوت مخالفة أي من هذه المحافظ يضعها تحت طائلة عقاب قاس لا هوادة فيه.
وقالت المصادر إن الأعمال الجريئة التي باشرت تنفيذها هيئة سوق المال، من شأنها إعادة الثقة إلى السوق، وبالتالي ضمان عودته لسلوك المسار الصاعد خلال وقت قريب.
واعتبرت هذه المصادر أن هيئة سوق المال التي تعرضت لانتقادات متواصلة من قبل وسائل الإعلام خلال الأشهر القريبة الماضية، تستعد للإعلان عن مفاجأة من شأنها إجبار النقاد المحايدين التصفيق لها، مشيرة إلى أن الوضع لا يحتمل سوى مسألة وقت سيمر سريعا.
البوعينين: تضليل مسار السوق يحتاج إلى وقفة في هذه الأثناء أوضح لـ «الشرق الأوسط» فضل البوعينين وهو خبير مصرفي أن تضليل مسار السوق في الدقائق الأخيرة من تعاملاته اليومية الذي تكرر مرات عديدة قد يكون إحدى العلامات المهمة التي ستقود هيئة سوق المال إلى أوكار المخالفين.
وبيّن أن السوق في كل الأحوال ستعود إلى الصعود على اعتبار أن الوضع الاقتصادي العام للبلاد، سيكون هو الفيصل في تحديد مسار السوق التي ستظل في كل الأحوال فوق مستوى كافة القوى، سواء القوى المالية أو القوى الفنية، مشيرا إلى أن المؤشر يقف حاليا في منطقة قريبة من نقطة دعم قوية تتمثل في 12700 نقطة.
أبو داهش: السوق واعدة أمام ذلك يقول الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الوهاب أبو داهش بان سوق الأسهم السعودية تعتبر سوقا واعدة جدا إذا ما قسنا المستويات التي يرجح أن تصلها بنهاية العام. وجاء حديث أبو داهش هذا على الرغم من حالة الهيجان التي يعيشها المتعاملون اثر فشل المؤشر في اخذ مسار تصاعدي واضح الفترة الماضية.ويرجح أبو داهش في حديث لـ«الشرق الأوسط» بان هناك سببا لاستمرار نزيف النقاط الحاصل وهو خدمات الوساطة بالبنوك إضافة إلى أن هناك مضاربات محمومة تسيطر على سلوكيات المتعاملين، مشيرا إلى أن هذه المضاربات ليست للمضاربة فقط وليست للاستثمار على حد وصفه.
وأضاف الخبير الاقتصادي بان السوق تزيد حاجتها يوما بعد يوم إلى صناع سوق وليس صانعا واحدا فقط، مبيّنا بأنه من الصعوبة بمكان التحكم في التذبذبات التي تسيطر على الأسعار.
وشدد في حديثه على أن سوق الأسهم السعودية تعتبر في أفضل حالتها الآن للمضاربين والمستثمرين على حد سواء بدون أدنى شكل على الرغم من معاناة السوق من المضاربات العشوائية المستفحلة لدى البعض والتي تسهم كثيرا في عملية التشويش على السوق من جهة وعلى القرار الاستثماري من جهة أخرى.
وجدد تأكيده بان هناك صعوبة في قراءة السوق لهذا الأسبوع إلى أن الوضع بشكل عام يعتبر ايجابيا جدا مشيرا إلى أن هناك مستويات جديدة ستراها سوق الأسهم نهاية العام.
مراقب مالي: عمليات التجميع تفسر الصعود المتوقع مستقبلا وقال احد المراقبين الماليين، فضل عدم كشف اسمه، إن المتابع لأداء السوق خلال الفترة الماضية يلاحظ ان هناك عمليات تجميع كبيرة تمت وخصوصا في الأسهم الجيدة في إشارة واضحة إلى يقينهم التام بان مستويات بعض الأسعار الآن ليست عادلة ومن المفترض أن تكون أعلى من هذه الأسعار الحالية.
وقال إن هناك أمورا تدعم التوجه الصعودي للسوق يغفل عنها كثير من المتداولين وأولها ارتفاع أسعار النفط حيث أن هذا الأمر لوحده كفيل بصعود أسهم البتروكيماويات إلى مستويات مرتفعة على المدى المنظور. وشدد المراقب في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن نتائج الشركات المالية أظهرت تحسنا كبيرا خلال الربع الأول ومن المفترض أن تواكب هذه النتائج أسعار مرتفعة مشيرا إلى أن هذا الصعود ربما يتأخر قليلا حتى تتضح الرؤيا بشكل اكبر لاسيما وان السوق في حالة يمكن أن يطلق عليها ضبابية.
وأوضح بان على مستثمري السوق التوقف عن البيع لاسيما وان التيار النزولي مستمر، مشددا على أن فرص الارتداد قائمة بشكل كبير ومن الممكن أن تحدث في أي وقت.
وعن مؤثرات حول الأسعار مستقبلا، شدد المراقب على أن حالة عدم الاستقرار الحاصلة هذه الأيام لا تلغي التفاؤل الكبير في صعود قوي لاسيما وان هناك اتجاها نحو ارتفاع عدد الشركات المدرجة إلى 100 شركة مساهمة مع دخول شركات جديدة في الوقت الذي توقع فيه المراقب وصول المؤشر إلى حاجز 20 ألف نقطة بعد انتهاء الشركات من إعلان أرباح الربع الثاني لهذا العام.
مواقع النشر (المفضلة)