واشنطن- قلص صندوق النقد الدولي تنبؤاته للنمو الاقتصادي لكل بلد من البلدان الكبرى في العالم وحث الحكومات على اتخاذ اجراءات فعالة لتحقيق انتعاش الاقتصاد العالمي من كساد حاد.
وفي احدث تقرير له عن الآفاق الاقتصادية العالمية قال صندوق النقد الدولي انه من المحتمل ان ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة1.3% هذا العام مسجلا اشد كساد حتى الان بعد الحرب العالمية الثانية.
ومن المتوقع ان يعاود النمو الظهور بمعدل بطيء1.9 % العام المقبل لكن الانتعاش سيتوقف على اجراءات فعالة وقوية لاصلاح النظام المالي.
وقال اوليفييه بلانشار كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي في مؤتمر صحافي "كلما طال هذا طال الكساد واشتد".
وقبل ثلاثة اشهر فحسب تنبأ الصندوق بنمو عالمي نسبته0.5% لكنه حذر الشهر الماضي من كساد حاد.
وقال الصندوق الذي يوجد مقره في واشنطن انه عدل تنبؤاته بالنقصان لان اسواق المال من المحتمل فيما يبدو ان يستغرق عودتها الى الاستقرار وقتا أطول مما كان يعتقد بادئ الامر.
وكان صندوق النقد الدولي قال الثلاثاء ان المؤسسات المالية في شتى انحاء العالم تواجه خسائر قد تصل الى4.1 تريليون دولار. وقال ان البنوك ستحتاح على الارجح الى جمع 875 بليون دولار من رؤوس الاموال الجديدة.
وقال الصندوق في توقعاته الاقتصادية الجديدة ان الاجراءات الحكومية لمكافحة الكساد يجب المحافظة عليها -ان لم يتم تعزيزها- في عام 2010. وحذر من أن الرجوع السابق لاوانه عن اجراءت التحفيز قد يكون نكسة للانتعاش.
وقال ان اسعار الفائدة في الاقتصاديات الكبرى المتقدمة من المحتمل خفضها او ان تبقي قريبا من الصفر وانه يجب على السلطات ان تسارع الى خفض اسعار الفائدة كلما سنحت فرصة لتيسير الائتمان.
وقال البنك الدولي ان تأثير الازمة المالية قد يكون يكون أعنف كثيرا في افريقيا منه في الاقتصادات المتقدمة نظرا لان تراجع مستويات الدخل يزج بالاسر تحت خط الفقر.
وكان من المتصور في البداية أن افريقيا بمعزل جزئيا على الاقل عن الازمة بفضل عزلتها النسبية عن النظام المصرفي العالمي ولكن اتضح الان أن من شأن تأثير تراجع المعونات والاستثمارات والتحويلات من الخارج وعائدات التصدير أن يضر بشدة بأفقر قارات العالم.
وقال شانتا ديفاراجان كبير الاقتصاديين المختصين بشؤون افريقيا في البنك الدولي للصحفيين في مختلف أنحاء القارة في مؤتمر بالفيديو من مقر البنك في واشنطن "من شأن انخفاض النمو بواقع نقطتين أو ثلاث نقاط مئوية أن يكون له اثار كارثية في بلد فقير بالفعل".
واضاف انه في بريطانيا حيث اذا ينتظر أن ينكمش الاقتصاد بنسبة3.5 % هذا العام كانت الاثار الرئيسية للازمة هي تراجع انفاق المستهلكين والحجز على مساكن وفقدان وظائف أما في افريقيا فان تراجع الدخل يمكن أن يصبح مسألة حياة أو موت.
ومضى ديفاراجان قائلا"لا أحد يتحدث عن ارتفاع معدلات وفيات المواليد عندما يحدث انخفاض في النمو في أوروبا والولايات المتحدة ولكن في أفريقيا حيث يعيش الناس على حد الكفاف فان انخفاض النمو قد يؤدي الى وفاة 700 الف مولود اخر قبل ان يتموا عامهم الاول".
وقال اوبياجيلي ايزكويسيلي نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة افريقيا ان النمو الاقتصادي في افريقيا سيتباطأ الى2.4 % في عام 2009 انخفاضا من4.9% العام الماضي وذلك كنتيجة مباشرة للازمة المالية العالمية.
واعلن البنك الدولي وبنك التنمية بين الأميركتين ومؤسسات مالية اقليمية اخرى في بيان مشترك الاربعاء تقديم ما مجموعه 90 بليون دولار خلال العامين المقبلين الى دول أميركا اللاتينية.
وجاء في البيان ان البنك الدولي مستعد لتقديم 36.5 بليون دولار، اما بنك التنمية بين الاميركتين فاكد جهوزيته لتقديم 29.5 بليون دولار، بينما ستقدم مؤسسة الانديز للتنمية 20 بليون دولار.
ويضاف الى هذه الاموال 4.2 بليون دولار مقدمة من بنك اميركا الوسطى للتكامل الاقتصادي و500 مليون دولار من بنك تنمية الكاريبي.
وتأمل المؤسسات المساهمة من خلال هذه الاموال رفع مواردها المرصودة لدول المنطقة المتضررة من الازمة المالية العالمية التي حدت من الموارد المالية لهذه الدول في الاسواق المالية العالمية.
ويأتي هذا الاعلان بعيد المخاوف التي اعرب عنها عدد من الاقتصاديين والتي تؤكد ان أميركا اللاتينية، التي لا ينظر اليها على انها المنطقة الاكثر تضررا بالازمة المالية، قد تواجه صعوبات في ايجاد التمويلات اللازمة لها من المؤسسات المالية.
مواقع النشر (المفضلة)