الأسهم السعودية: التراجع يجر السوق للهبوط لأكثر من 5 % بضغط من قوى تركيع الأسعار
المؤشر يخسر 537 نقطة في تعاملات أمس
الشرق الأوسط .. جدة: محمد الشمري
عاودت الأسهم السعودية أمس التراجع بشكل مريب لم تظهر له مبررات معلنة، في خطوة قد تصل إلى مستويات امتحان وتد الارتداد الذي توقفت عنده بنهاية تعاملات الحادي عشر من مايو (أيار) الجاري، وهو الامتحان الذي تباركه قوى تركيع الأسعار التي عادت لممارسة نشاط غابت عنه أسابيع معدودة.
وانتهت تعاملات السوق أمس بخسارة المؤشر العام 573.48 نقطة بما يعادل 5.17 في المائة، هبوطا إلى مستوى 10517.31 نقطة، فيما قد تواصل هبوطها اليوم لامتحان قاع الوتد عند مستوى عشرة آلاف نقطة، الذي سيكون كسره مدعاة للبحث عن قاع جديدة، ستكون أبعد من أي قاع عرفتها السوق منذ 17 شهرا. وحسب قراءة أبرز ما يمكن للسوق المرور به في حال استمر التراجع مع بداية تعاملات اليوم الاثنين وحتى نهاية الأسبوع الجاري، سيواجه المؤشر نقطة دعم عند مستوى 10150 نقطة، ثم دعما آخر عند مستوى 9800 نقطة، قبل اللجوء إلى الدعم الأخير عند مستوى 9500 نقطة.
وفي حال ملامسة المؤشر العام لأي من نقاط الدعم الثلاث أثناء التداولات فإنه مرشح للوقف داخل مسار الوتد الذي قاعه عشرة آلاف نقطة، وسقفه الأعلى 12 ألف نقطة، فيما إذا لم يكتف المؤشر بملامسة الدعم الواقع تحت قاع الوتد، ليستقر عند أي من النقطتين الأخيرتين، فإن موعد الخروج من السوق لم يعد سرا يخفى على أحد.
وبدا واضحا أن تحقق شرط واحد من الشروط الثلاثة سيكون كافيا لاعتباره بدء إشارة واضحة لمغادرة السوق وليس موعدا للمغادرة، ما يعني أن أي ارتداد بعد ذلك فإن البيع هو الخيار الأفضل، على أن يتم تأجيل الشراء إلى حين الانتهاء من مراقبة السوق ومعرفة مساره الحقيقي، والتأكد من أن الصعود الأخير حقيقي وليس وهميا مصطنعا. وحسب قراءة معطيات الجلسات الأربع الأولى من الأسبوع الحالي، بدا واضحا وقوع الأسعار تحت ضغط هائل يعمل على منعها من تسجيل صعود ينعش نفسيات المتداولين، فيما تظهر التعاملات ضغطا باتجاه منع تنامي الثقة في استقرار الوضع وتحسن الأحوال. وكشفت التعاملات قدرة قوة الضغط على الأسعار وتفوقها على معطيات تبرر الصعود ويدعمه بناء ميكانيكية السوق التي تملك مبررات أكثر من كافية لرفع الأسعار وإعطاء السوق مستوى عاليا من الثقة المتنامية.
ويأتي ضمن أبرز ما يعطي التعاملات اللاحقة اليوم وحتى نهاية الأسبوع مستوى عاليا من الأهمية، أن المسار الصاعد للمؤشر العام لم يكسره الهبوط المسجل أمس، لكنه قريب من نقطة الانكسار. وفي حال بلوغ المؤشر العام نقطة الانكسار خلال الأيام القريبة المقبلة، فإن ذلك يعني بشكل لا يقبل الجدل طمس المسار الصاعد لجبر مسار الهبوط الجديد مع مسار التراجع الذي بدأ في الخامس والعشرين من فبراير (شباط) الماضي.
الشبيب: إشارة الخروج على وشك الظهور
* في هذه الأثناء أوضح لـ«الشرق الأوسط» شبيب الشبيب وهو محلل لتعاملات الأسهم السعودية، أن إشارة الخروج من السوق على وشك الظهور، على اعتبار أن استئناف الهبوط اليوم سيكون مدعاة للقلق.
وبين أن المؤشر العام يحتمي بنقطتين لا ثالث لهما لاستعادة الصعود، معتبرا أن الدعم الأول سيكون عند مستوى 10150 نقطة، وفي حال كسره فإن بلوغ مستوى 9500 نقطة سيكون أمرا واقعا، على أن يكون كسر نقطة الدعم الثانية مدعاة للبحث عن قاع على بعد 1700 نقطة. وقال إن كسر الدعم المحدد عند مستوى 9500 نقطة، سيسحب المؤشر العام إلى مستوى 7800 نقطة، ليكون استرداد مستوى نقطة الدعم السابقة، حلم صعب المنال، وفي حال تمت استعادتها فإنها ستنقلب لتكون نقطة مقاومة شرسة قد لا تنكسر قبل نهاية العام الحالي.
وعلى الرغم من ارتفاع مستوى التشاؤم لدى الشبيب، إلا أنه لم يستبعد، ارتداد المؤشر العام من أولى نقاط الدعم التي تقف أمامه حاليا نحو مستوى 13 ألف نقطة، معتبرا أن الصعود يملك فرصا أكبر من تأكيد مواصلة المسار الهابط، وذلك لاعتبارات من أهمها وضع الاقتصاد بشكل عام.
السمان: وضع الأسهم لا علاقة له بطبيعة أسواق المال
* من جهته، قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان وهو محلل لتعاملات الأسهم في السعودية، أن الوضع الحالي لا علاقة له بطبيعة تعاملات أسواق المال، وأن أبرز ما يلاحظه في جلسات الأسبوع الحالي، أن السوق تواجه محاولة جديدة لتركيعها بشكل قسري.
وبين أن المؤشر العام قد يضطر لامتحان مستوى دعم محدد عند 9800 نقطة، ليرتد ويحافظ في النهاية على مساره الصاعد الذي بدأته منذ نحو تسعة أيام، لكنه على الرغم من هذا التفاؤل إلا أنه يخشى من عدم كف قوى الضغط عن ممارسة نشاطها الرامي لمنع الصعود.
المغيولي: المؤشر العام لا يزال داخل ظاهرة الوتد
* وعلى الطرف الآخر، أوضح الدكتور محمد المغيولي أستاذ المحاسبة في جامعة الملك سعود، أن المؤشر العام للسوق لا يزال داخل ظاهرة الوتد، مبينا أنه غير مطمئن لحال السوق، ما لم يتجاوز المؤشر مستوى 11860 نقطة على الأقل صعودا. وعبر عن أنه يشعر بالقلق نتيجة ضعف قوة الدفع في المسار الصاعد، خاصة بعد الهبوط الأخير للمؤشر، ما يعني ضرورة مراقبة السوق للتأكد من مسار هابط على وشك التشكل، وهو ما يستدعي مغادرة السوق لمنع المحافظ من تكبد خسائر إضافية.
وبين المغيولي وهو خبير في تحليل تعاملات البورصات الخليجية، أن سوق المال السعودية تعاني من تراجع الثقة إلى ما هو أقل من المستوى المطلوب الذي يمكنها من إغراء المستثمرين بالدخول.
مواقع النشر (المفضلة)