لوسي كيلاوي
المشكلة
إنني على وشك الانتهاء من نيل درجة الدكتوراه في أمراض الأوعية الدموية ومن المتوقع أن أتجه للأبحاث. أحب العلوم وأجيدها، ولكن راتبي كباحث سيكون بحدود 30 ألف جنيه استرليني في السنة – وهو لا يكفي لشراء بيت وتكوين أسرة. ساقتني الظروف في الآونة الأخيرة إلى سوق تحويل العملات وأخذت إجازة لمدة أسبوع من العمل. وجدت أن السيولة مربحة جداً وحصلت على ثلاثة أضعاف المبلغ الذي يمكن أن يكسبه أستاذ في إحدى جامعات لندن الكبرى في شهر. بدأت أتساءل فيما إذا كان ينبغي أن أترك الدكتوراه وأتداول في العملات بدوام كامل. تحدثت في الأمر مع أفراد عائلتي الذين لم يؤيدوني في ذلك لأنهم يؤمنون بالألقاب – أنا حائر ولا أدري ما العمل. أرجو مساعدتي.
طالب دكتوراه، 25 عاماً
إجابة لوسي
أنا أناضل لفهم كيف يمكن لعالم ذكي، ومثقف بهذه الصورة الرفيعة يمكن أن يسأل مثل هذا السؤال الغبي. لا يمكنني سوى أن أفترض أنك متعطش للغاية للمال والإثارة لدرجة أن مبلغاً من النقود، واندفاع الأدرنالين بفعل شعاع رفيع من النجاح عملا على إضعاف حكمتك. إن المراهنة على الصرف الأجنبي هي فكرة سيئة في أحسن الأوقات؛ وعندما يكون المال ملكك ولا تعرف ما تقوم به فإن هذا أسوأ بكثير. عملت في غرفة تعامل لسوق تحويل العملات قبل أعوام، ورأيت كم فقد الناس من الأموال ممن كانوا جيدين للغاية في التعامل بها. ورأيت كذلك تلك النظرة على وجوههم بينما كانوا يخسرون الأموال.
إن كل تعاطفي مع والديك. فأنا لست متعلقة بصورة مريعة بالألقاب، ولكن في حالتك عملت بجد لتوشك على الحصول على درجة الدكتوراه، وأن تتخلى عنها في آخر دقيقة ستكون حماقة كبرى. أحثك على التقدم بسرعة للحصول على تلك الحروف قبل اسمك. وعندما تكون قد انتهيت من ذلك، عليك أن تحصل على وظيفة كباحث بأجر سيئ، وسترى كيف يروق لك الأمر. انظر إلى الناس الجيدين في الأمر، وهم أكبر منك بـعشر سنوات، وانظر كيف يتدبرون الأمر. لا يمكنني أن أصدق أن أياً منهم ليس لديه أطفال. إذا كان منظر حياتهم المتسم بالفقر المدقع يملأك بالفزع فلديك ثلاثة خيارات.
الأول، هو أن تواصل حياتك كباحث، ولكن أن تحرز مبلغاً إضافياً بدوام عمل جزئي سواء بالعملات أو على لعبة الرهانات على الإنترنت. وأنا غير واثقة من نصحي لك بذلك. في الحقيقة، أنا متأكدة من أنني لا أنصحك بذلك. إن الرهانات تتسم بالإدمان، وحتى إن حققــت ما يكفي لإنشـــاء عائلة فإنك لن ترى تلك العائلة. وفي النهاية ستخســــر المال وعلى الأرجح العائلة أيضاً.
في حال تركك للأبحاث، والعثور على عمل يدفع لك أجراً مرتفعاً مقابل أن تستخدم عقلك، فستكون الوظيفة في الحي المالي لندن تشمل إما التحليل أو في مجال ما في الأعمال. أما الخيار الثالث، وهو الأفضل، ولكنه يتطلب قدراً من الحظ أكثر من مجرد الربح في تبادل الصرف الأجنبي: أن تجد امرأة ليست جديرة بالحب فقط، ولكن ثرية للغاية وأن تتزوجها.
مشاركة القراء
الاحتمالات في ألا تصبح
مثل آينشتاين ربما يكون الاحتمال ضدك في عدم قدرتك على أن تصبح جورج سوروس المقبل. ولكن حين نأخذ في الاعتبار العدد الكبير من الأشخاص الأذكياء الذين يصبحون علماء، والعدد القليل منهم الذين يحققون إنجازات أو يحصلون على مناصب مريحة، فإن الاحتمال كبير للغاية بأنك لن تصبح ألبرت آينشتاين. إن العاملين في تداول العملات المتواضعين يحققون دخلاً أكبر بكثير مما يحققه العلماء العاديون. لذا أقول لك توجه إلى الحي المالي لندن أيها الشاب.
متداول سابق، 40 عاماً
افعل خيراً
تمسك بالأبحاث: فعلى المدى البعيد لن تندم على ذلك. إن الباحثين الذين ألتقي بهم ممن يجنون أجوراً متدنية هم ملتزمون، وعاطفيون، ومنهمكون بعملهم ويشعرون بالتحدي تجاهه. لديهم القليل من المال، ولكن يحبون كل دقيقة من عملهم، مع احتمال المكافأة الإضافية التي قد يحصلون عليها عندما يتوصلون في يوم من الأيام إلى اكتشاف معين يطوّر الحياة أو ينقذها.
أمين وصاية، 66 عاماً
اربح بتميّز
أكمل درجة الدكتوراه، وضع لقبك يعمل بجزء مرضٍ فكرياً في الحي المالي لندن. لقد خدمني اللقب بصورة جيدة في المصرفية والاستشارات. وعلى خلاف شهادة البكالوريوس أو درجة الماجستير في إدارة الأعمال، فإن الدكتوراه في العادة تكون دليلاً على بعض النضج، والقدرة على التفكير بنفسك وأن تعتمد على نفسك. دكتور
تبادل وظائف
كمتداول محترف بخبرة عمرها 25 عاماً، لا أحلم أبداً أنني بمجرد قراءة كتاب عن الأمراض المتعلقة بالأوعية الدموية، أن أدخل إلى مختبرك لأقوم بعمل قيّم. فما الذي يدفعك إلى التفكير أن كل ما عليك هو أن تأتي إلى مكان عملي؟ متداول عملات
تفتقد الجرأة
توقف عن دراسة الدكتوراه. يجب أن يكون دخل أساتذة الجامعات ثلاثة أضعاف دخلهم الحالي. أستاذ تقنية معلومات، 45 عاماً
مواقع النشر (المفضلة)