منقول ... القبس الكويتية.
تعكس إحباطاتهم وأفراحهم![]()
بعيدا عن المسميات الرسمية المتعارف عليها لأسهم الشركات المساهمة في بورصة السعودية، يتداول المستثمرون في هذا السوق فيما بينهم مسميات خاصة لمعظم اسهم الشركات المثيرة للجدل سواء المعروفة بربحيتها او خسارتها. ولا يعرف معاني هذه المسميات التي أطلقت على هذه الاسهم الا المتداولون في السوق، بحيث اصبحت هذه الاسماء تبدو وكأنها شفرة سرية متعارف عليها بين مجموعات معينة من الناس.
وهذه المسميات الموازية لاسهم شركات البورصة، تنتشر حاليا على امتداد وجود صالات الاسهم في كل مدن السعودية، كما تحظى بانتشار واسع في المواقع الالكترونية المتخصصة في بث ونشر اخبار السوق المالية واخبار المتداولين فيها، وكان مفاجئا اكتشاف ان المحللين الماليين وخبراء الاسهم والاقتصاديين المتابعين لمجريات الاحداث في بورصة المملكة، يتبادلون فيما بينهم هذه المسميات.
الهامور والخشاش
وحتى سنوات قليلة وتحديدا قبل 25 فبراير من عام 2006 حيث كان السعوديون على موعد مع اكبر خسائر تلحق بهم في الاسهم، كان المعروف (شعبيا) وسط المتداولين ان اسهم البورصة تنقسم بين نوعين رئيسيين اولهما: «الهامور» وهي الاسهم ذات الحجم الكبير والربحية العالية كأسهم شركات الاتصالات والبنوك والصناعات البتروكيمائية، والثاني: «الخشاش» وهي الاسهم الخفيفة الوزن التي دائما ما تأتي في مناطق الخسائر والانتكاسات الحادة، ويعطى هذا الوصف لاسهم شركات التأمين والخدمات والاسهم «الاعلامية» وغيرها. وقد يحدث ان يتحول السهم من «هامور» الى «خشاش» في بعض الحالات النادرة لكن هذا لا يستمر طويلا، كما يمكن ان تحدث حالة معاكسة بأن ينتقل سهم «خشاش»الى سهم «هامور» لكن هنا ايضا لا يتمتع هذا «الخشاش» بهذه المزايا كثيرا اذ سرعان ما يعود الى خانة التصنيف الاولى.
الآنسة والغزال
ومن بين ابرز الاسماء التي يتم تداولها في مواطن ملتقيات المتعاملين والمساهمين، اسم «الانسة باحة»والمقصود بها اسهم شركة الباحة المستثمرة في السوق، وكانت بداية ظهور هذا المسمى من عنوان كتبه احدهم في موقع الكتروني يتابع الاسهم، يحكي فيه معاناته مع اسهم هذه الشركة، ومنها بدأ يطلق الاخرون اسم الانسة باحة على اسم «الباحة».
اما اسهم شركة فيبكو فقد حازت على اسم رشيق عندما وصفت بأنها «الغزال»، وحتى الان لا يطلق هذا الاسهم الا وينصرف ذهن العارفين بهذه «الشفرة» الى اسهم شركة فيبكو التي شغلت الناس في بعض الاوقات، فهي احيانا تصنف من اسهم الخشاش واحيانا تعطى تصنيفا اخر، تبع لحالاتها في السوق. وكان ذات الشخص المتداول قد وصف اسهم شركة الشرقية الزراعية بــ «الزيزفون» فشاع مسماه، واحيانا تضاف اليها عبارة «تحت ظلال الزيزفون»في مزيد من التفكه في اسهم هذه الشركة.
وتعد شركة سابك أكثر الشركات التي تطلق عليها التوصيفات المتشابهة حيناً والمتناقضة حيناً آخر، بحسب وضع الشركة في السوق. فهي ظلت دائماً الشركة الأكثر تأثيراً في مجريات الأحداث في السوق وأهم شركة قيادية تتحكم في التداول صعوداً أو هبوطاً. ومن الأسماء التي تطلق عليها أحياناً «سيدة السوق» كما يقول الدكتور أحمد بن سعيد الذي اصدر اخيراً كتيباً طريفاً تحدث فيه عن بعض الطرائف التي تحدث في السوق وبعض التعليقات والحكم المنثورة والصور الشعرية التي تصدر من متداولين في أفضل حالات انبساطهم أو في أسوأ حالاتهم المزاجية، فعندما يكون سهم سابك مواصلاً لقيادته للسوق بإيجابية - كما يحدث في العادة - فإن المتداولين يعطونه الأسماء الفخمة التي تصور شعورهم حول هذا السهم «الرابح»، فهي «سيدة السوق»، وعندما يبدأ في الهبوط لا يتورع بعض المتداولين عن أن يصفوه بــ«الخشاش» أو «شبيه الخشاش»، ويدعون المتداولين الى الترحيب بسابك ضمن شركات «الخشاش» المعروفة بضعف التداول، في تعبير «محبط» عن الوضع الذي وصل اليه السهم.
أما عندما يطلق اسم «الابنة الصغيرة» فإن الاشارة هنا تذهب بشكل مباشر عند الملمين بهذه الشيفرة الى شركة «كيان» احدى الشركات المؤثرة في سوق الأسهم السعودية. وهي شركة بتروكيماويات قريبة الصلة من شركة «سابك»، وتعد أيضاً شركة قيادية وقادرة على التحكم في السوق.
وربما يكون متعاملو سوق الأسهم السعودية هم الوحيدين الذين يطلقون توصيفات على بعض الأسهم تنبني على الشريحة العمرية التي تتداول فيها. ومع أن هذه التقسيمات قد يكون تعميمها غير دقيق، فإنها مشهورة في السوق. فهناك أسهم معينة تكثر الاشارة الى أنها أسهم «شيبان»، أي كبار السن من المتداولين، مثل سهم شركة «القصيم» الذي يقال ان متداولاً في الثمانين من العمر يحتكر معظم أسهم هذه الشركة. أما شركات مثل التأمين وغيرها من أسهم ما يطلق عليه «الخشاش» فيقول البعض إن المستثمرين فيها شباب مغامرون، مما أعطى بالفعل أسهم هذه الشركات صفة المغامرة.
أسهم الموت الدماغي
أما «مستر لطفي» فهي عبارة طريفة أطلقها البعض على أسهم شركة «عبداللطيف» المدرجة كواحدة من شركات الخدمات في بورصة المملكة، ومن المسميات المشابهة «اسهم الموت الدماغي»، وهو تعبير انتشر بشكل كبير في وقت من أوقات التداول ويقصد به أسهم ثلاث شركات هي «التعمير»، «النقل الجماعي»، «النقل البحري».وهذا الوصف يوضح موقف المتداولين من أسهم هذه الشركات الثلاث.
مواقع النشر (المفضلة)