النظام لا يحمي المغفلين !
مديرو محافظ الأسهم بين التهاون والالتزام
تحقيق - أمل الحسين
عندما اشتعلت حرارة الأسهم وتوجه معظم الناس للاستثمار بها كان هناك مجموعة من الناس اعترفوا بعدم قدرتهم وتأهلهم للمضاربة في الأسهم ولكنهم في نفس الوقت لا يريدون أن يضعوا أموالهم في الصناديق الاستثمارية فحسب معلوماتهم أن الصناديق تقتص من أرباحهم نسبا عالية وبالتالي لن يحصلوا على الأرباح التي يطمحون بها دون أن يقاسمهم فيها أحد، وبما أنهم أقروا منذ البداية بعدم قدرتهم على المضاربة فقد توجه عدد منهم لأشخاص رشحوا لهم بقدرتهم وتمكنهم في المضاربة في الأسهم ليتولى هؤلاء تشغيل أموالهم في الأسهم، هؤلاء الأشخاص الذين تولوا تشغيل الأموال منهم من هو متخصص وقادر فعلاً ومنهم من لا يجيد سوى الترويج لنفسه!! الأهم من ذلك أن هؤلاء لايتبعون لأي جهة رسمية أو تحت أي مظلة قانونية، عدد من هؤلاء الذين توجهوا لمن يدير لهم محافظهم ولم يكونوا على معرفة كاملة بهم تعرضوا للنصب ،وهناك من كان له نصيب الربح والثقة، وحول هذا الأمر التقينا مع عدد من السيدات اللواتي كان لهن تجارب في هذا المجال.
منطق المخادع
تقول سعدية منصور إدارية (بلغتني إحدى زميلاتي عن وجود شخص سبق له أن عمل في أحد البنوك في مجال الأسهم ولديه خبرة واسعة فيها وهو على استعداد أن يأخذ مبلغا من المال ويضارب فيه في الأسهم، كما أن لديه القدرة على مضاعفة المبلغ في أقل من عام، وهذا الكلام بلغت به معظم زميلاتنا في العمل وبالطبع كان لكلامها وقع جيد في نفوس الزميلات وكانت هي أول من وضع مبلغا للاستثمار ونحن وضعنا بالتبعية كل واحدة حسب استطاعتها، وبعد فترة وحسب الوقت المحدد للحصول على الربح الشهري لم نحصل على شيء، فسألناها وقالت انه أخبرها أن الأسهم كانت حركتها بطيئة ولم تجن أرباحا تستحق خلال هذه الفترة وعليه لن يكون هناك توزيع، ونحن لم نطالب فالكلام كان منطقيا رغم أننا لم نكن نتابع حركة الأسهم أو بمعنى أصح لم نكن نعرف كيفية متابعتها فكنا نصدق الكلام الذي يقال لنا!! عندما حل الشهر الثاني قيل لنا نفس الكلام في المرة الأولى إلا أن واحدة منا تحركت شكوكها فطلبت إرجاع مبلغها حيث أنها واضعة خطة لتسيير حياتها على نسبة الربح التي ذكرت لها بأنها ستتقاضاها شهرياً وعدم إعطائها إياها سوف يضر بوضعها المادي الشهري ولكن الرجل الذي أخذ المبلغ رفض إعطاءها المبلغ زاعما أن هذه تجارة وفيها الربح والخسارة وأن سحبها لمبلغها مهما كان قليلا قد يضر بالمجموعة بكاملها، وغيره من الكلام حتى سقط سوق الأسهم وكانت هذه فرصة قوية ليؤكد لنا أن المبلغ غير موجود وأنه فقد جزءا كبيرا منه جراء الهبوط الذي حصل في السوق وبطبيعة الحال لم نعد نستطيع أن نسترجع أموالنا أو حتى جزءا منها وقد قال لنا أنه لن يستطيع أن يخرج من السوق فخروجه خسارة كبيرة وقد يرجع السوق مع الوقت وان كان لم يحقق أرباحا فعلى الأقل يرجع رأس المال).
إدارة أمينة
ومن جانب آخر تذكر مريم النافع أنها وضعت مبلغ حوالي مائتي ألف ريال وصديقتها مبلغا مقاربا وأعطوها لسيدة كانت تعمل في البنك وأخذت تشغلها في الأسهم وقد ربحتا أرباحا جيدة، رغم أنها لم تكن تعرفها مباشرة وعلاقتها بها عن طريق صديقتها ولم تكن هناك عقود بينهم سوى ورقة تثبت أن السيدة التي ستدير المبلغ قد أخذت منهما مبلغا لتشغيله وهو قابل للربح والخسارة.
وتقول النافع (ان هذه السيدة كانت أمينة معنا وأعطتنا أرباحا جيدة، كما أنها كانت جيدة في إدارة المحفظة، وهذا أمر ضروري أن يسأل عن قدرة الشخص الذي سوف يتولى إدارة محفظتك وهذا ليس معناه اشتراط الربح فالتجارة معرضة للربح والخسارة واشتراط القدرة والكفاءة هذا أمر طبيعي في أي شخص تختاره لإدارة مشروعك لا سيما أنه لا يوجد أي مرجع قانوني لمثل هذا الأمر).
إدارة مقبولة
وتشير سعاد الأحمد أنها مرت بنفس التجربة حيث دلتها صديقتها على شخص يعمل في الأسهم ولديه سمعة في هذا المجال وأعطيته مبلغا على ثقة صديقتي وبالفعل كان جيدا في تعامله وقد ربحنا ربحا جيدا حتى هبط السوق بالصورة التي نراها وبالطبع لم نكن نعترض لأننا نرى السوق فعلاً هابطا، وقالت (حقيقة أني لا أرى بأسا بهذا الأمر فطالما الشخص لا يعرف أن يدير تجارته فلا بأس أن يعطيها أحد ليديرها له ولكن يفضل أن تكون هناك أوراق رسمية وأوضاع رسمية حتى لا يفتح المجال للنصب والاحتيال على الناس لاسيما أن كثيرا من الناس يسعون لتحسين أوضاعهم والدليل إقبال الناس على الأسهم بصورة كبيرة فان كان الناس يسعون بهذا الشكل فسوف يغريهم وجود أشخاص يقولون أنهم سوف يربحونك أضعاف مبلغك).
بلا سند قانوني
بينما تقول فاطمة عبدالكريم (عندما اشتعلت نار الأسهم ورأيت حجم أرباح الناس قررت أن أشارك في هذه التجارة ولكني ربة منزل ولا أعرف العمل فيها، كما أنه يصعب علي الذهاب بشكل يومي أو حتى أيام معينة للبنك لمتابعة الشاشة وليس لدي المبلغ الذي يمكني من المضاربة عن طريق الانترنت، حتى قابلت احدى قريباتي وأبلغتني أن هناك شخصا لديه مكتب للتعقيب واستخلاص الحقوق ومن ضمن الأعمال التي يمارسها العمل في الأسهم وقد سمعت عنه لكنها لا تعرفه معرفة شخصية، اتصلنا عليه بالفعل ورحب بنا وأنه على أتم الاستعداد لتشغيل أموالنا وبطريقته سوف يوزع علينا الأرباح حسب مبلغ كل واحدة منا وأعطيناه نحن أربع قريبات مبلغ ثلاثمائة ألف ريال وكتب ورقة أنه استلم المبلغ للتجارة به وأن هذه التجارة قابلة للربح والخسارة، وأبلغنا أنه يشترط كتابة مثل ذلك والا سيكون الأمر كأنه ربا ان كان الربح مضمونا، ووقعنا على العقد وكان في كل مره يؤكد لنا أن الأسهم مزدهرة وأنها ستربح ربحا مضاعفا خلال أشهر، في الشهرين الأولين أعطانا مبالغ لا بأس بها على أنها ربح ولم يعد يعطينا شيء زاعما أنه مشغول ولا يستطيع أن يدير المحفظة ولا يثق أن يولي عليها أحد، وبقينا على هذا الحال حتى سقط السوق فقال لنا انه خسر خسارة كبيرة مثله مثل باقي الناس وأن الخسارة ليست نحن فقط حتى أمواله الخاصة طالتها الخسارة، وبطبيعة الحال لا نستطيع أن نلجأ لأي جهة قانونية فالعقد واضح وهو في مصلحته!!)
واسترسلت مؤكدة أنها وقعت هي وقريباتها في خطأ كبير عندما أعطين أموالهن لشخص غير معروف، إلا أن الوضع الاقتصادي وعدم وجود أنظمة وقوانين لكثير من الأمور التي يحتاجها الناس يجعل مثل هذه العمليات سهل الوقوع فيها، فكثير يرغب استثمار أمواله ولا يجد منفذا، وقد سمعنا أن رغبة عدد من المكاتب للحصول على تراخيص لوساطة الأسهم وغيرها من النشاطات ولم يسمح لهم أو أنها تحت الدراسة هذا التأخير الذي لا يتناسب مع عجلة الناس ورغبتهم في الاستثمار جعل كثيرا من البسطاء يقعون ضحية مدعي المعرفة والقدرة.
مواقع النشر (المفضلة)