الملك يعزز مشاريع البنية التحتية في حائل .. ويواصل المهمة في القصيم اليوم
- محمد الحربي وعبد العزيز القرعاوي - 19/05/1427هـ
أنهى أهالي القصيم استعداداتهم لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بعد أن أنهى جولته في حائل والمنطقة الشرقية، وشكلت لجان عمل يشرف عليها الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير المنطقة ونائبه الأمير فيصل بن مشعل، إلى جانب لجنة الأهالي التي تم تشكيلها من جميع مدن ومحافظات المنطقة، وتسهم المحافظات في الاحتفال الكبير المقام في مدينة الملك عبد الله الرياضية في بريدة، التي تتسع لأكثر من 20 ألف متفرج، ويتوقع حضور عدد مقارب لهذا العدد، خصوصا وأن المنطقة تتطلع لهذا الاحتفال وتستعد له منذ فترة طويلة، كما زينت أمانة المنطقة موقع الاحتفال بالأعلام، وصور خادم الحرمين الشريفين وولي العهد استعدادا للمناسبة الكبيرة.
كما ستشهد المنطقة احتفالا شعبيا يقدمه أبناء القصيم أمام الملك، وسيشكل أبناء القصيم لوحات شعبية تمثل مدن ومحافظات المنطقة. وأوضح الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير المنطقة، عن سروره واعتزازه وأبناء المنطقة بلقاء قائد مسيرتهم وباني نهضتها الجديدة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبين الأمير فيصل أن التعبير عن فرحة أبناء المنطقة حاضرة وبادية، رجالا ونساء شيبا وشبابا بهذه الزيارة الميمونة واضح على وجوه الجميع، والتعبير عنها يتمثل بهذه الظاهرة الكبيرة عبر ما يشهده الجميع من تحضير واستعداد كبير وشامل، لتجسيد مشاعر الحب والبهجة والتعبير الحسي عن فرحة اللقاء، مبينا أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى القصيم، ولقاءه بأبنائه والحديث إليهم والاستماع منهم تعد إضافة لمزيد من العطاء المستمر، فكيف إذا واكب هذه الزيارة مشاريع عملاقة تتمثل في افتتاح أو وضع حجر أساس لأحد المشاريع، الذي يخدم ويستفيد منه أبناء القصيم.
وأشار أمير القصيم إلى أنه تلقى اتصالات هاتفية وزيارات من المواطنين، معربين عن فرحتهم وفخرهم واعتزازهم وسعادتهم بلقاء ولي أمرهم، مؤكدين بذلك ولاءهم وطاعتهم وبيعتهم لخادم الحرمين الشريفين.
وزف أمير منطقة القصيم بشرى افتتاح ووضع حجر أساس العديد من المشاريع التنموية في المنطقة، حيث سيضع حجر الأساس لمشاريع في جامعة القصيم قدرت تكاليفها الإجمالية بمليار وعشرين مليون ريال، كما سيفتتح خادم الحرمين الشريفين 88 مشروعا تعليميا للبنين والبنات، ويضع حجر أساس 324 مشروعا تعليميا في المنطقة قدرت تكاليفها الإجمالية بأكثر من 1.6 مليار ريال تابعة لوزارة التربية والتعليم، كما سيضع حجر الأساس لحي سكني تابع لشركة سليمان بن عبد العزيز الراجحي على أرض مساحتها 600 ألف متر مربع، روعي في تصميمها السكني أن تلبي احتياجات مختلف الأسر في بيئة عمرانية متكاملة، تشتمل على عدد من المدارس والحدائق والمرافق العامة، وأسواق تجارية، ويبلغ عدد الوحدات 2400 وحدة سكنية، بتكلفة تبلغ 1.5 مليار ريال ويقع في مدينة بريدة.
وبين أمير القصيم أن الملك عبد الله سيضع حجر الأساس لمشاريع الوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، في منطقة القصيم بتكلفة تبلغ 522 مليون ريال، وستشمل هذه المشاريع المدن والمحافظات والمراكز التابعة للمنطقة، وأوضح الأمير فيصل أنه شاهد وأشرف بنفسه على التحضير والاستعداد لهذه الزيارة.
ومنذ آخر زيارة للملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، وحتى زيارة الملك عبد الله اليوم، شهدت القصيم تطورا ملحوظا في الجوانب: التعليمي، الصحي، العمراني، الخدماتي والاقتصادي، بدعم لا محدود من قبل القيادة السعودية لما تمثله هذه المنطقة من ثقل في كافة الجوانب، كما أن أهل المنطقة أسهموا في النهضة الجديدة التي عايشتها القصيم.
فعلى الصعيد التعليمي شهدت المنطقة قفزات كبيرة حيث ساهم الدعم الذي توليه الحكومة للمنطقة في إنشاء أكثر من 600 مدرسة في المنطقة لمراحل التعليم الثلاث، الابتدائية والمتوسطة والثانوية، تحتضن أكثر من 76 ألف طالب يقوم بتدريسهم 6922 معلما متخصصا، وساهمت أيضا في إنشاء عدد من المراكز العلمية التابعة لها، مثل المرصد الفلكي في بريدة، ومركز الشبيلي العلمي في عنيزة ويعنى بالأبحاث العلمية والمخصصة لطلاب التعليم العام، كما افتتحت العديد من المكتبات الثقافية، كما اعتنت مدارس المنطقة بالموهوبين وشكلت لهم مراكز تحتضنهم، لتنمي قدراتهم الفكرية والعملية، الأمر الذي يجعلهم يبدعون فيها ويسجلون إنجازات تجير باسم منطقتهم، وحرصا من الأمير فيصل بن بندر على تدريب شباب المنطقة، نظم برنامجا يهدف إلى تأهيل الشباب من الجنسين بكافة مستوياتهم حسب خطط مدروسة، ليكونوا مهيئين للدخول في سوق العمل، وغيرها التي ساهمت في بناء شباب القصيم علميا وعمليا، أما عن التعليم العالي في القصيم فحظيت المنطقة بالعديد من الجامعات والكليات والمعاهد الصحية، التي كانت لبنة خيرة في مسيرة التعليم، فأنشئت أخيرا جامعة القصيم، ويوجد في المنطقة كلية تقنية، وكية للعلوم الصحية، وكليات متعددة للبنات موزعة بين أرجاء المنطقة.
على الجانب الصحي شهدت القصيم نهضة شاملة في شتى المجالات الصحية، فخلال الـ20 سنة الماضية شيدت مبان صحية شامخة، في جميع محافظات القصيم، لتغطي احتياجات سكانها بخدمات صحية متميزة بشقيها الوقائي والعلاجي، وهذه الإنجازات حظيت بالدعم والمتابعة من خادم الحرمين الشريفين، التي شيدت وفق أرقى المواصفات العالمية، وجهزت بأحدث التجهيزات الطبية، التي ترتبط بمراكز البحث العلمي بأحدث شبكات الاتصال، وهناك مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تصل خدماتها إلى المواطنين حتى في الأماكن النائية، والمراكز العلاجية والتشخيصية المتخصصة، التي توفر خدمات علاجية وتشخيصية ذات تقنية عالية لحالات كانت تعاني في الماضي من الانتقال إلى المدن الأخرى في المملكة، والمنشآت الصحية الخاصة التي تشمل المستشفيات والمستوصفات والعيادات والصيدليات الأهلية، وتوجد 16 مستشفى في القصيم يبلغ عدد أسرتها 1995 سريراً، إضافة إلى 136 مركزاً صحياً. واستطاعت المنطقة أن تؤسس بنية صحية متكاملة وشاملة لا تقل عن مثيلاتها في أي من دول العالم المتقدمة فقد تطورت الخدمات الصحية ووصلت إلى مستويات عالية، وأصبحت تجرى أدق العمليات في المستشفيات بكفاءات طبية عالية وباستخدام أحدث الأجهزة والمعدات الطبية. كما شهدت القصيم خلال السنوات العشر الأخيرة إنشاء عدد من المراكز الطبية التخصصية، التي حدت من إحالة المرضى إلى خارج المنطقة، إضافة إلى الخدمات الوقائية المتميزة التي قلصت من معدلات الإصابة بالأمراض مثل مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز لقسطرة القلب، ومركز التعليم الطبي المستمر، ومركز خدمة المجتمع والتوعية الصحية، وأسهمت وزارة الصحة بدعم من الحكومة في إعداد وتنفيذ عدة مشاريع صحية بارزة في مجال التوعية الصحية في القصيم خلال السنوات الماضية، حيث تم تدريب وتأهيل عدد من الكوادر السعودية ليكونوا مؤهلين للقيام بأعمال التثقيف الصحي، كما يوجد المركز الإقليمي لمراقبة السموم، ومركز علاج العقم وأطفال الأنابيب ومركز التأهيل النفسي، إضافة إلى سبعة مراكز لغسل الكلى، تم توزيعها على المستشفيات في المنطقة حسب الحاجة، ومركز السكر والغدد الصماء، ومركز الطب الاتصالي، ومراكز رعاية المسنين والتكافل الاجتماعي، ومركز تثقيف أمهات الأطفال المعوقين في محافظة الرس المفتتح عام 1422هـ، إضافة إلى مركز لمكافحة التدخين في بريدة، وافتتاح مركز آخر في محافظة عنيزة الـذي فاق عدد المراجعين فيه حـتـى الآن ما يزيد على 4657 حـالـة.
على الجانب الأمني أثبتت القطاعات الأمنية في القصيم كفاءتها ونجاحها في مقاومة الجرائم، حيث كانت المنطقة برجالاتها الأمنية درعا حصينا للبلاد، فنجحت في السنوات الأخيرة في كف يد كل عابث بأمن هذا الوطن، وأصبح يضرب بها المثل في الجرأة والشجاعة، والخبرة الميدانية للقضاء على الفئة الضالة، التي حاولت أن تخل أمن البلد، وذلك بعد أن أحبطت الأجهزة الأمنية جميع مخططاتهم، وكشفت كل أوكارهم، التي يختبئون فيها أو في مزارع مهجورة، كما تفوقت الأجهزة في العمليات الأمنية، وذلك بأن قتلت العديد منهم وألقت القبض على العشرات، وكان ذلك بدعم غير منقطع من الحكومة، التي رأت في هذه المنطقة مركزا أمنيا مهما في القضاء على الإرهابيين.
وتميزت القصيم بتوصيل الكهرباء لجميع القرى والهجر التابعة لها، والأحياء النائية عن المنطقة، واستطاعت محطة منطقة القصيم للكهرباء أن تحقق سبقا إقليميا وذلك عندما نفذت مشروعا لتبريد الآلات، يعد هو الأول على منطقة الشرق الوسط، كما شهدت المحطة توسعة جديدة وضاعفت كمائن التوليد الكهربائي ليصبح مجموعها 14 ماكينة توليد كهرباء، تعمل على مدار الساعة لتحقق للمواطن الرفاهية التامة.
كما شهدت المنطقة في العقدين الأخيرين حراكا اقتصاديا قويا، تمثل في إنشاء العديد من المصانع والمتاجر والأسواق الخدمية، التي ساهمت في تفعيل النشاط الاقتصادي في المنطقة، مما كان لها بالغ الأثر في جلب الاستثمارات من خارج القصيم، بل تعداه الأمر في الآونة الأخيرة بجلب استثمارات من خارج المملكة، لما حققته المنطقة من أرقام متقدمة في المال والعمال.
كما عرف عن المنطقة حراك ثقافي سواء حكومي أو حتى تطوعي، أما الحكومي فتمثل في إنشاء ناد أدبي يجمع بين جنباته كافة المثقفين والمفكرين في المنطقة، يلتقون من خلاله ويطرحون ما استجد في ساحتهم الثقافية والفكرية، وعلى الجانب التطوعي تمثل في إنشاء مراكز متخصصة للنشاطات الثقافية، مثل مركز صالح بن صالح الثقافي في عنيزة، ومركز صالح الحناكي الثقافي في الرس، إلى جانب العديد من اللقاءات الدورية والمحاضرات الثقافية، التي جذبت إليها كبار المفكرين في المنطقة وخارجها.
وتزخر القصيم بالعديد من الأندية الرياضية التي تقدم خدماتها لشباب المنطقة فيوجد في مدينة بريدة ناديا الرائد والتعاون، وفي عنيزة ناديا النجمة والعربي، وفي الرس نادي الحزم، وفي البكيرية نادي الأمل، وفي المذنب نادي التقدم، وفي البدائع ناديا الرمة والخلود.
كما يوجد في المنطقة العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية، التي قامت بدعم من الحكومة وبتبرعات فاعلي الخير، مثل جمعيات البر الخيرية، وصندوق إقراض المتزوجين، والمستودعات الخيرية، ومكاتب لتوعية الجاليات ومؤسسات لرعاية الأيتام، وجمعية لرعاية أسر السجناء، وجمعية الشيخ محمد بن عثيمين، وجمعية الشيخ عبد العزيز بن باز الخيريتين، وهيئة الإغاثة الأهلية العالمية الإسلامية، وجمعيات تحفيظ القرآن، وغيرها من الجمعيات التي تسعى إلى خدمة كافة فئات المجتمع.
وترتبط مدن القصيم بمحافظاتها بطرق سريعة يبلغ طولها أكثر من 200 كيلو متر، كما تتصل القصيم بالعاصمة الرياض بطريق سريع يبلغ طوله 365 كيلو مترا، وآخر يربطها بالمدينة المنورة بطول يزيد على 450 كيلو متراً، ويجري العمل حاليا على تنفيذ طريق يصل بين القصيم ومنطقة حائل.
كما اشتهرت منطقة القصيم قبل غيرها بالزراعة التي انتشرت في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية خاصة وذلك بفضل الله ثم بوجود الماء الذي هيأ لأهل القصيم الاهتمام بالزراعة خاصة الحبوب التي انتشرت زراعتها والفواكه والأعلاف. كما اهتم أخيرا الأهالي بزراعة بساتين النخيل التي تتميز بمحصولها الوافر من التمور ويتم تسويقها لجميع المناطق في المملكة ودول الخليج العربي، بل إن تمور القصيم اشتهرت في الأعوام الماضية وتوسع تسويقها وصناعتها بجميع الطرق، وشهرة القصيم الواسعة في مجال الزراعة على المستويين المحلي والدولي جعلتها من أكبر المناطق المصدرة للتمور لبعض الدول الخليجية والعربية وبقية دول العالم، ووصلت إنتاجية تمور القصيم خلال عام واحد إلى 14 ألف طن، ويتجاوز عدد النخيل المثمرة في منطقة القصيم 4000 آلاف نخلة، تقدر كمية إنتاجها بـ 50 ألف طن سنويا، موزعة بين عشرة آلاف مزرعة، كما يوجد في القصيم مزارع كبيرة متخصصة في القمح، ويبلغ عدد مزارع القمح في المنطقة 5524 مزرعة، كما أن للقصيم النصيب الأكبر من مشاريع الدواجن، حيث إن عدد مشاريع الدواجن المنتجة في منطقة القصيم بلغ 53 مشروع دواجن وسبعة مشاريع أسماك.
كل هذا وغيره أتى بدعم من الحكومة، التي وفرت في منطقة القصيم 12 فرعاً للزراعة، تقوم بتقديم جميع الخدمات لجميع المزارعين في المنطقة من وقاية المزروعات، ومعالجة المزارع من بعض آفات المزارع وتحصين ورش مشاريع الدواجن، ومشاريع الأبقار والخدمات الإرشادية التي تقدم للمزارعين.
مواقع النشر (المفضلة)