الأحداث متسارعة ؛ يراها الصغير قبل الكبير ..
نعم الأجواء مُلبدة بالفساد وبالمكر والخوض فيما لا ينفع .. الخ
- إن من يُصلح ويلامس القضايا ويعلمها يختلف عمن هو غائصٌ فيها ومبَلَل ..
- إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ..
إن غربلة الكثير من الأمور في حياتنا أمر مطلوب لإعادة ترتيب الأوراق كما يجب ولكن ليست لمن هب ودب ؛ ولكن لمن يفقهون أمر الدين والدنيا ..
على الأقل ضمن إطار " الحلال بين والحرام بين " والمشتبه يُسأل عنه العلماء الربانيون .
.
" لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه .. "
سمعه أنس - رضي اللهُ عنه - عن النبي محمد - صلى اللهُ عليه وسلم - .
أصبح الإنسان يشك في نفسه ؛ وكيف لا .. ؟
وعُمر الفاروق يسألُ " حُذيفة َ بن اليمان " رضي الله عنهما عما إن كان الرسولُ -صلى اللهُ عليه وسلم - قد عدهُ من المنافقين ..؟!!
جاء جواب حُذيفة بالنفي ؛ ولكنه أتبع ذلك بنهي يُعمق الخوف والشك " لا ولا تسألني عن غيرها " !
أو كما قال .
إذ ربما ينكشف سر رسول الله - صلى اللهُ عليه وسلم - عند تتابع الأسئلة .
وقد نُهي الصحابةُ عن السؤال مخافةَ أن تُرض عليهم الإجابة ؛ ولهذا يفرحون عندما يسألُ الأعرابي
غيرَ هياب ..!
إن أحدنا يحق له أن يخاف في هذا الواقع .
ليست المواجهة فقط هي الحل ؛ بل إن الإعتزال يُعتبر حلاً آخر ..
ولكن هل هي فرض على الجميع ..؟
بل أصبح الدهماء والعامة من الناس تخوض في الحديث عن كل شيء أمر الدين والدنيا !!!!!
وما علموا أنهم يمشون في أرض مُلغمة ..!
عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قلت:
يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني عن النار .
قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله -تعالى- عليه
تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت
ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا قوله -تعالى-: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغ: يَعْمَلُونَ .
ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله،
ثم قال:
ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟
قلت: بلى يا رسول الله.
فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا. قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال:
ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم ..
إلا حصائد ألسنتهم ..[/COLOR][/COLOR]. .
رواه الترمذي
الله يعين ويردنا إلى الصواب والحق .
مواقع النشر (المفضلة)