الأسهم السعودية تقف على محك «اختبار نقاط الدعم» بانتظار نتائج الشركات القيادية
توقعات بحركة «صعود مؤقت» بإشارة سلوك المؤشر نهاية التداولات
الرياض: محمد الحميدي
أرهبت سوق الأسهم السعودية أمس حشود المتعاملين في قاعات التداول بعد حركة هبوط حادة سلكها المؤشر العام في تداولات الأمس، إذ مضى المؤشر في الانخفاض مسجلا هبوطا بلغ في مداه 9 في المائة، محطما بذلك العديد من نقاط الدعم حتى وصل إلى مستوى 11646 نقطة، الامر الذي ساهم في خلق نوع من الروع بين أوساط المتعاملين الذين كانوا يمنون أنفسهم بحركة تذبذب ناعمة ضمن مسلسل الهبوط المتوقع. وأعطت سوق الأسهم السعودية إشارة تهيئة للعودة مجددا نحو حركة «صعود مؤقت» في أقرب تداولات بدلالة سلوك المؤشر العام الذي استطاع تقليص الهبوط وبمستوى صعود جيد مع تراجع طفيف، كشف عن دخول لمجموعات شرائية تنوي جر السوق، والقيام بالاستفادة من مرحلة التذبذب، حيث قلص المؤشر العام حتى نهاية التداولات خسائره من أدنى نقطة بأكثر من 250 نقطة. وتشير الآراء الفنية إلى أن هذه الفترة تمثل أخصب الفرص للمضاربين الأذكياء الذين يمكنهم الاستفادة من عملية الهبوط وذلك عبر توقيت الدخول والخروج من السوق وكذلك الدفع أو الضغط على الأسعار، مشيرين إلى أن الحالة التي تمر بها سوق الأسهم السعودية حاليا هي «اختبار نقاط الدعم» التي سجلها المؤشر في أوقات سابقة، جنبا إلى جنب مع ترقب نتائج الشركات القيادية التي ستكون المحدد لوجهة المؤشر العام.
وقد اتضحت أمس معالم خوف بدأ ينتاب المتعاملين وعلى وجه التحديد شريحة صغار المساهمين الذين أصابهم نوع من الربكة، ما دعا إلى توجه بعضهم إلى الذهاب نحو تقديم طلبات البيع بقصد إبقاء جزء من المكاسب المحققة في الفترة الماضية. وهي الحالة التي دائما ما تسلكها شرائح صغار المتعاملين في سلوكهم مع محافظهم حينما يجتاح اللون الأحمر مؤشرات أسعار الأسهم وتتواصل لأكثر من يوم تنطلق معها تخوف شديد من إعادة شبح الهبوط، الأمر الذي وقع أخيرا في عملية التصحيح القوية. وأغلق المؤشر العام عند 11868.4 نقطة، متراجعة بواقع 3.2 في المائة، تمثل 392.3 نقطة، تمت بحجم تداول قدره 236.9 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 16.4 مليار ريال، نفدت عبر 377 ألف صفقة فقط.
القاضي: اختبار الدعم
* وأشار إلى «الشرق الأوسط» حسن بن عبد الله القاضي وهو المحلل الفني لسوق الأسهم السعودية بأن السوق تمر حاليا بما يسمى «مرحلة اختبار نقاط الدعم» لافتا إلى أنها تعني تفصيلا أن المؤشر مر خلال فترات سابقة بمستويات مقاومة واخترقها مسجلا مستويات جديدة بعدها تتحول تلك النقاط إلى مستوى دعم عند الرجوع إليها.
وقال القاضي «عبرت الأسهم السعودية مستويات 11 ألف نقطة وبعدها 11600 نقطة، وتخطت 12 ألف وصولا إلى 13500 نقطة، وهو ما يعني أن العودة إلى مستوى 11000 نقطة هي المرشحة إضافة إلى إمكانية انحدارها إلى مستوى 10500 نقطة»، مشيرا إلى أن ذلك سيكون مقابل صعود مرتقب إلى ما فوق 14 ألف نقطة لا محالة بعد مشيئة الله.
وزاد القاضي من الصعب عدم خسارة بعض المحافظ نتيجة لجني الأرباح للمؤشر العام ولكن يقابلها تفاؤل بعودة قوية إلى مستويات مرتفعة قريبا، لافتا إلى أن القناة المرسومة فنيا تلفت إلى أن مستوى مقاومة لا بد له من نقاط دعم تختبر في وقت من الأوقات. وأبان القاضي أن السوق في مثل هذه الحالات تدخل تحت رحمة المضارب المحترف والقارئ الممتاز لآليات حركة السوق بمكوناته، لافتا إلى القول بأن مؤشر الأسهم خلال تداولات الأمس كان متوجها للهبوط بدلالة حجم التداول الضعيف خلال الربع الساعة الأول.
العنزي: عزوف الدخول
* من جانبه، قال منور العنزي وهو محلل فني سعودي إن حجم التداول الضعيف الذي كان بالأمس يكشف عن حركة عزوف نسبية عن الدخول أو الشراء، مدللا بذلك على الأسهم القيادية التي لم تكن جاذبة لشرائح واسعة من المتداولين وسط تزايد الخوف والترقب من النتائج المالية. وأضاف العنزي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن التوقع كان ينصب لصالح عملية ارتداد قوية في آخر التداولات وتحديد قبيل ربع ساعة من انتهاء التداول، وهو ما تم بالفعل إلا أن حركة هبوط ضغطت على المؤشر فتهاوى ولكن بشكل خفيف، موضحا أن ذلك يؤكد عملية الارتباك والخوف من معظم الشرائح المتداولة.
الهويدي: الخوف انتشر
* من جهة أخرى، أوضح عبد المحسن بن ناصر الهويدي وهو متعامل في سوق الأسهم السعودية بأن اللون الأحمر الذي يصبغ شاشات التداول زاد من قلق المتعاملين في القاعات لاسيما مع استمراره لأكثر من يومين، مشيرا إلى أن هذا يعجل من حركة تقديم عروض البيع وتقلص شبه تام للبحث عن طلبات شراء من قبل المتعاملين.
وأفاد الهويدي الذي يداوم المجيء على إحدى قاعات في أحد بنوك جنوب الرياض، بأن هناك حالة من عدم الاطمئنان لسلوك المؤشر وتراجعه بالرغم من إدراك بعض المتعاملين بأن حركة التصحيح واردة ولا بد خلال هذه الفترة من وجود تراجعات ولو كانت حادة. واستطرد الهويدي بأن جميع التحليلات مطمئنة بعودة المؤشرات وفقا للقراءات الفنية المقروءة والمسموعة، إلى المستويات السابقة وتحديدا كعملية عكسية لتصحيح السوق وهو ما يجعل التفاؤل ميزة ملحوظة بين المتعاملين، مضيفا إلا أن الخوف من تسجيل خسائر قد تضاف إلى الخسائر السابقة التي سجلتها المحافظ في هزات سابقة تلقي بظلالها على أية عملية تصحيح.
مواقع النشر (المفضلة)