الأسهم السعودية تمارس «الضغط النفسي» على المتداولين بحجة نتائج الشركات القيادية
المؤشر العام يزيد من خسائره إلى نحو 29%
الرياض: محمد الحميدي
زادت سوق الأسهم السعودية من ممارسة «الضغط النفسي» على المتعاملين في السوق خلال هذا الأسبوع نتيجة ارتفاع حدة الترقب لنتائج أعمال الشركات القيادية التي لم تعلن معظمها عن النتائج الخاصة بأدائها عن النصف الأول من العام الحالي، وهي الفترة التي يشهد فيها المؤشر العام لتذبذب حاد أو وجهة هابطة في العادة.
ويمثل «الضغط النفسي» الذي يرهق كاهل المتعاملين، لعبة يستفيد منها المضاربين الكبار الأذكياء والتي تقوم في العادة بتحريك الأسهم ودفع بعضها للأعلى وبعدها القيام بحركة بيع معاكسة وسريعة تسقط معها محافظ المتعاملين ذوي «النوايا الحسنة»، كل ذلك لعدم إعلان الشركات القيادية لنتائج أعمالها المحدد الفعلي لحركة المؤشر العام في الفترة القريبة المقبلة. وأقفل المؤشر العام متراجعا هذا الأسبوع 9 في المائة، تمثل خسارة بواقع 1180 نقطة، ليقف عند 11868 نقطة، تم خلالها تداول 1.5 مليار سهم بلغت قيمتها الإجمالية 29.2 مليار دولار (109.6 مليار ريال)، نفذت عبر 2.3 مليون صفقة. وسجل أعلى صعود سهم «صدق» المرتفع 29.1 في المائة، مغلقا عند 62 ريالا، بتداول 63.9 مليون سهم، في حين سيطر على التداولات سهم «كهرباء السعودية»، المتراجع 13.4 في المائة، إلى 21 ريالا، بتداول 216.4 مليون سهم.
المؤشر العام زاد المؤشر العام للأسهم السعودية وحتى نهاية تداولات الأسبوع (الأربعاء الماضي) من حجم خسائره المسجلة بعد أن استطاع تقليصها نسبيا، ليصبح معدل تراجعه بواقع 28.9 في المائة من مستوى 16712.4 نقطة التي انطلق منها بداية هذا العام، تمثل خسارة 4844 نقطة. ويتوقع أن يقف خلال الفترة المقبلة أمام عدد من نقاط الدعم أبرزها 11500 نقطة، 11000 نقطة و10800 نقطة قبيل ملامسة 10500 نقطة في الحدود الدنيا فنيا، وسط ترشيحات كبيرة بأن تلك المستويات ستكون نقاط ارتكاز ودعم قوية تدفع المؤشر العام للمرور بنقاط مقاومة سابقة وكسر حاجز 13000 نقطة والتوجه نحو 14000 نقطة. البنوك من المتوقع ان تكون الترشيحات أقل فيما يخص كثافة التداول على أسهم المصارف السعودية خلال الأسبوع المقبل إذ كانت هي السباقة لإعلان نتائج أعمالها خلال الستة أشهر المنصرمة، ولوضوح الرؤية حيال أدائها القوي الذي سجلته في هذا العام نتيجة الشفافية العالية التي يتمتع بها القطاع وحرفية الإدارة المهنية التي تقود تلك البنوك. وأعلنت معظم البنوك المشتغلة في القطاع لنتائج مالية قوية سجلت خلالها معدلات نمو مرتفعة جدا استطاع الاستفادة منها شريحة المستثمرين والذين يرون فيه أقوى قطاع يحقق عوائد سنوية مؤمونة. الصناعة لا تزال أعين المتداولين في هذا القطاع مركزة على سهم «سابك» والذي يعول عليه ليس من المتملكين في السهم فقط أو ممن هم يتعاملون في القطاع (الصناعة)، بل جميع المتداولين وفي شتى القطاعات، إذ يتوقع أن يكون هو حصان الرهان في حركة المؤشر العام خلال الفترة المقبلة. ولذا يرشح أن تكون التداولات هادئة وانتقائية في التحرك بين سهم وآخر بانتظار نتائج هذا السهم، مع التنبؤ أن تكون هناك بعض الوجهات المغرية لبعض أسهم الشركات التي لم تعلن حتى الآن في القطاع.
الإسمنت ينطبق على هذا القطاع مع ينطبق على البنوك، من حيث قوة الأداء وسرعة تفاعل الإدارات وشفافيتهم في الإفصاح عن نتائج الشركة وتفاصيل الأداء خلال النصف الأول من العام الماضي وهو الذي تم لجميع الشركات العاملة تقريبا، مما يزيد من عدم ترقب تفاعل كبير من قبل المتعاملين لأسهم القطاع، مقابل أن تكون أسهم الشركات ولفترة الأسابيع القليلة المقبلة محط أنظار «المستثمرين» فقط لقنص فرصة تراجع بعض أسهم القطاع.
الخدمات يواصل القطاع ميزته المتمثلة في أنه فرصة رائعة للمضاربات السريعة والذكية والمعتمدة على انتقائية الاختيار مقابل عشوائية التحرك والتفاعل مع المعطيات التفصيلية لحركة سلوك المؤشر العام، لا سيما مع نقص عامل الإغراء في تملك أسهم معظم شركات القطاع والتي تنقسم بين شركات خاسرة وأخرى محدودة المكاسب، ويستثنى من ذلك عدد قليل من الشركات. ويرشح أن يشهد القطاع ساحة لحركة المضاربة المنظمة أو العشوائية بجميع تصورات سلوك المؤشر العام من انخفاض أو عودة صعود أو بقاء في مرحلة وسط بين التذبذبات الهادئة أو الحادة. الاتصالات تدفع جميع المعطيات المحيطة بالسوق بحث المتداولين خلال هذا الأسبوع إمكانية التفاعل الجاد مع قطاع الاتصالات مع عدم إعلان الشركات المشتغلة فيه لنتائج أعمالها عن النصف الأول من هذا العام، مما يزيد من الترشيح بأن يكون القطاع جاذبا لشريحتي المستثمرين والمضاربين لاسيما مع استقراء واقع حركة الاتصالات المحلية المليئة بالمنتجات الجديدة المعروضة حاليا.
الكهرباء لا يتوقع أن يكون قطاع الكهرباء والمتمثل في شركته الوحيد قطاعا جاذبا سوى لشريحة المضاربة السريعة لخلو المحفزات الرئيسية التي تدعو إلى التفاؤل بالنتائج التي ستعلن، ولكن يمكن أن يشهد السهم حركة ارتفاعات متقطعة من قبل مجموعات مضاربة للاستفادة من توقيت ترقب النتائج.
التأمين بعد إعلان الشركة الوحيدة العاملة في هذا القطاع لنتائجها القوية الأسبوع الماضي، لا يرشح أن يكون القطاع ذو جاذبية كبيرة، مما يزيد الرأي أن يكون هذا القطاع هادئ التعامل مع حركة شراء هادئة واستثمارية فقط.
الزراعة ستكون وجهة الراغبين في هذا القطاع على عمل المضاربة السريعة وشد الأنظار لبعض الأسهم، نتيجة لتوجه معظم الشركات العاملة فيه إلى إعلان نتائجها هذا الأسبوع والتي انقسمت بين نتائج قوية كما هو حال «جازان للتنمية» وأخرى لم تكن مقنعة، لذا يرشح أن يشهد القطاع حركة استفادة من شريحة المضاربين الأذكياء التي تقتنص عامل التوقيت لتحريك بعض الأسهم الزراعية.
مواقع النشر (المفضلة)