الأسهم السعودية ترتد ارتفاعا وتكسب 900 نقطة
محاولة منع تدهور الأسعار ترفع المؤشر 8.66%
جدة: محمد الشمري
قاد تحرك عاجل في سوق المال السعودية إلى كبح الانهيار الجديد الذي اقتربت منه السوق خلال التعاملات الماضية، مما أدى إلى رفع معظم أسعار الأسهم المتداولة إلى سقف أعلى درجات الصعود، وهو ما قاد أيضا إلى تصعيد قيمة المؤشر العام 904.23 نقطة، إثر ارتفاع بنسبة 8.66 في المائة إلى مستوى 11347.49 نقطة.
وبادرت قوة شراء واحدة إلى قيادة السوق إلى صعود قوي أمس، مما أدى إلى تحرك قوى أخرى للسير في الاتجاه نفسه، وهو ما يرشح مزيدا من الصعود خلال اليوم، على الرغم من أن كل ذلك لا يعني بدء إشارة الدخول الآمن.
وبات واضحا أن هناك قوة شراء تعمل على عدم تدهور الأسعار في السوق، خاصة بعد جدولة أربعة اكتتابات مقبلة، ينتظر أن يساعدها صعود السوق على النجاح.
لكن أسوأ ما في صعود السوق أمس، أنه جاء من دون مبررات معلنة، على اعتبار أن المبرر الوحيد للصعود يعتمد على معلومة لم تكن متاحة للجميع، وهو ما يعني أن محافظ ذوي النوايا الحسنة تعرضوا للضرب من جديد.
وكانت محافظ ذوي النوايا الحسنة قد تعرضت لضربة موجعة في بداية رحلة التراجع في النصف الأول من تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك نتيجة غياب الشفافية وفقدان ما يسمى اصطلاحا المعلومة العادلة.
وفي كل الأحوال لا ينتظر من الصعود الحالي أن يستمر كثيرا في ظل توقعات بالعودة مجددا، لتأكيد كسر نقاط الدعم المهترئة، وغياب مبررات الصعود المنطقية، بعد أن بدأ احتراق المحفزات بنهاية تعاملات الأسبوع قبل الماضي.
وتؤكد كل هذه المعطيات أن السوق لم تعد قادرة على احتمال مجازفة دخول غير المحترفين، خاصة أن المنطق يشدد على ضرورة ترك السوق لأهله، إلى أن يتم تأكيد المسار الصاعد، أو التوقف عند نقطة قاع متينة لا تجرؤ قوى صناعة السوق على كسرها.
* السماري: الاستقرار هو ما تبحث عنه السوق
* وفي هذا الخصوص أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن السماري، وهو خبير اقتصادي، أن الصعود الحالي سيتباطأ قريبا، ما لم تظهر معلومات مؤكدة تبرر الصعود القوي الذي تم تسجيله أمس. وذهب إلى أن أكثر ما تخشاه السوق حاليا يتمثل في إمكانية التعرض للكسر الحاسم، وهو ما يعني تأكيد البقاء في المسار الهابط الذي قد لا تكفيه زيارة مستوى العشرة آلاف نقطة.
وبين أن افتتاح اليوم سيكون مهما لتحديد المسار المقبل، على اعتبار أن الإقفال الأخير جاء في منطقة فجوة هبوط مفاجئ، حدث نتيجة تداعيات الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال إن التذبذب الحاد في حالتي الهبوط والصعود خلال التعاملات الأخيرة، مدعاة لاهتزاز الثقة، ذلك لأن هذا التذبذب يعكس حقيقة عدم استقرار السوق، فيما الاستقرار هو ما تبحث عنه السوق لدخول السيولة، فضلا عن أن التذبذب العالي يؤكد تفاقم مستوى الحيرة في أوساط المتعاملين.
* المغيولي: تأكيد المسار الصاعد لن يتم قبل الإقفال فوق مستوى 11860 نقطة
* وعلى الطرف الآخر، قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد المغيولي، أستاذ المحاسبة والمراجعة في جامعة الملك سعود ومستشار مؤسسة النقد أمس، إن المؤشر العام مرشح للصعود اليوم، لكن ذلك لا يكفي لتأكيد الدخول في مسار صاعد. وبين أن تأكيد المسار الصاعد لن يتم قبل الإقفال فوق مستوى 11860 نقطة، مشيرا إلى أن البقاء تحت هذا المستوى قد يستدعي العودة إلى المسار الهابط، أو سلوك المسار الأفقي في أحسن الأحوال.
* الشبيب: الصورة غير واضحة حاليا
* وفي المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» شبيب الشبيب، وهو محلل لتعاملات سوق المال، أن أهم ما يبحث عنه المحللون حاليا هو الحصول على مبرر حقيقي وواضح لأسباب الصعود القوي، للتأكد من أن الصعود لم يأت بداعي التصريف. وقال «الصورة غير واضحة حاليا، خاصة أن الصعود لم يستند إلى خبر إيجابي في ظل سوء أخبار الشركات التي أفصحت عن مواقفها المالية أمس».
* الحميدي: استمرار الصعود اليوم سيؤكد البدء في رحلة الهدف العالي
* من جهته، قال فهد الحميدي وهو محلل لتعاملات السوق متابع للأحداث المحيطة بها، إن تأكيد المسار الصاعد سيتم التحقق منه اليوم؛ في إشارة منه إلى أن استمرار الصعود اليوم سيؤكد البدء في رحلة الهدف العالي.
وذهب إلى أنه في حال تقهقرت الأسعار اليوم، فإن ذلك سيكون مدعاة للحديث عن أن الارتداد إلى أعلى الذي تم أمس، مجرد صعود وهمي هدفه تصريف الأسهم وتسييل المحافظ.
مواقع النشر (المفضلة)