سوق الأسهم.. آراء مغلفة بالضبابية
محمد عبدالله السويد ٭
تتضارب آراء المحليين حول تشخيص واقع سوق الأسهم وموجة الهبوط التي يعيشها السوق، فهناك من يسوق الاتهامات إلى ما اصطلح على تسميتهم بالهوامير وهناك من يرجعه إلى الحرب على لبنان وما إلى ذلك من آراء لا يمكن الجزم بصحتها.
الواقع أنني في فترة سابقة تحدثت عن توقعات للمؤشر العام بأنه سيشكل نمط حيرة يسمى العلم التنازلي متوجها إلى أهداف ما بين 13 و15 الف نقطة وأسميته أيضا في تلك الفترة بالسيناريو الجدلي، ويبدو أن السوق تشبع بهذه الفكرة إلى درجة أنه في صعوده إلى حدود 13500 نقطة كان يسير بشكل أعرج وكأن المتداولين في تلك اللحظة جميعهم يترقبون ال 15 الف ولا يريدون التخلي عن الأسهم التي يمتلكونها وكأن الخطة أصبحت مكشوفة بشكل مضحك.
لذلك يمكن الإشارة إلى أن هبوط السوق لم يبدأ مع الحرب مع لبنان بل حدث قبل ذلك بعدة أيام مصاحبا بشكل ضمني الإعلان عن اكتتاب الشركات الجديدة، وأحداث لبنان ساعدت على زيادة هذا الهبوط المتوقع بشكل أكثر حدة، فقد كان المفترض أن يكون تصحيحا طبيعيا على المدى المتوسط ولكنه تحول بسبب الأحداث إلى نمط حيرة على المدى المتوسط بسبب تجاوزه لمستويات دعم مهمة على المدى المتوسط أيضا.
أعتقد أن السبب الحقيقة للهبوط «وليس زيادة حدة الهبوط» هو اكتتاب الشركات الجديدة وهو الذي لاحظت أنه مستغرب لدى أوساط المحللين حاليا ولا ألومهم على ذلك فقد تجاهلت مثلهم موضوع الاكتتابات متأثرا بما حدث أثناء الطفرة السابقة والتي كان حجم السيولة المؤثر الرئيسي في تجاهل هذا الحدث المهم (طبعا انا لا يهمني معرفة الأسباب لأنني بالتحليل الفني استطيع التعرف أو التنبؤ بانعكاس اتجاه السعر بكل سهولة معتمدا على سلوك السوق). والآن بعد ان عادت السيولة إلى مستوياتها الطبيعية فمن المتوقع أيضا أن يعود السوق إلى سلوكياته السابقة.
عودة سلوكيات السوق إلى وتيرتها السابقة لاحظته أيضا في موجة التشاؤم التي عاصرها المتداولون خلال الأسبوعين الماضية إلى درجة أن بعض المحللين اشار إلى ان السوق معرض للهبوط، إلى حدود 6000 نقطة. هذه الموجة فيما يبدو لي أنها مرتبطة بمتآمرين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لعلمهم بأن هناك محفزات للسوق (بحسب مفهوم المتداولين كمحفزات) مازالت حبيسة الأدراج، وهذا السلوك هو أيضا ما تعودنا عليه في الفترة الماضية عندما يحتاج المتآمرون الحصول على الأسهم بأسعار أقل (مع العلم أن هذه مجرد وجهة نظر وليست دعوة للبيع أو الشراء).
كما أعتقد ان مسألة هبوط المؤشر العام إلى مستويات متدنية هو أمر متوقع إلى مستويات متدنية غير متوقعة للبعض ولكن لسنا في معرض الحديث عن ذلك، فأحداث السوق حتى الآن تعتبر طبيعية على المدى المتوسط خاصة بعد أن شكل المؤشر العام دعما جيدا على 10172 نقطة، وحتى إن تجاوز هذا المستوى فلدينا دعم طيب آخر على حدود 9500 نقطة. ولكن فيما يبدو لي أنه سيطرأ تغيير كبير في السيناريو المستقبلي للسوق من المبكر التنبؤ به لأن أحداثه مرتبطة بشكل مباشر بمسألة تماسكه خلال الأسبوع الحالي بقيمة أعلى من 10172 نقطة.
الأحداث التي يمر بها السوق حاليا هي جزء لا يجزأ من التعقيدات التي تحدثت عنها مسبقا في موضع آخر لذا أحث المتداولين حاليا بأن يحسنوا من مهاراتهم ويقلصوا من مدة مضاربتهم أو الابتعاد تماما عن السوق. حتى تتضح المسألة.
************************************************** ****
( من السوق ) أكثر ما يثير القلق
خالد العبدالعزيز
بوضوح أكثر.. السوق ستتأثر بالأحداث القائمة والمتعلقة بالحرب الهمجية والإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على لبنان الشقيق، وستحدث تلك الهمجية العدوانية تأثيراتها النفسية على قرارات المستثمرين،وان حدث العكس ولم تتأثر السوق، فان ذلك يعمق الرؤية بأن السوق لا تعمل بمعزل عن اقتصاد قوي ومتماسك.
ومن الممكن أن تتعرض السوق لبيع جماعي عند اقتراب المؤشر العام من مستوى 10 آلاف نقطة، وذلك بسبب تهيئتها من منابر مختلفة، ومضللة، تشير إلى أن أي هبوط دون مستوى العشرة آلاف نقطة يعني الخروج. ولأن تلك المنابر هيأت السوق لأساليب خاطئة من التعامل، فيجب عدم استبعاد حصول ذلك.
وستهيئ تلك التذبذبات الحادة فرصا لدخول المزيد من الأموال التي تريد اقتناص ما يلوح لها ان سمحت لها المؤشرات بذلك.
والأسبوع الجديد الذي تدخله السوق اليوم سيكون غامضا،ومعبأ، وسيحيط بتعاملاته نوعا من الشكوك من حيث عدم جذبه لمزيد من البيوع عند الحاجز النفسي،وسيكون تقدير المتعاملين لما ستتراجع إليه الأسعار هو سيد الموقف.
كما سيكون لوعي المتعاملين أيضا أهميته لتحديد مسار السوق، فمن سيستسلم للمخاوف ويبيع، سيواجه بمن لا يستسلم لها، ليقتنص منهم ويشتري.
ومن قرأ ما جرى في بعض أيام تعاملات الأسبوع المنصرم، وجد أن كل هبوط حاد تراجعت إليه السوق تم مواجهته بضخ لطلبات الشراء، وبمعنويات مرتفعة أرادت اقتناص ما لاح لها من فرص.
ولا يستبعد أن تتكرر مشاهد ما جرى في تعاملات الأسبوع الجديد من حيث ما اكتنف تعاملات الأيام الماضية من السلوكيات الخاطئة التي سيطرت على السوق، وأدخلتها في تذبذبات حادة، وتقلبات عنيفة أثرت على تصرفات المتعاملين.
ويجب الإشارة إلى حقيقة مهمة وهي أن السوق مغذاة بمخاوف بيوع ما تحت العشرة آلاف نقطة، وطريقة المؤشر المعمول باحتسابها حاليا، ستساعد على تغذية تلك المخاوف، ولا يحتاج للمؤشر للتراجع دون الحاجز النفسي سوى كسر أنف الأسهم القيادية ذات الملكية الحكومية الكبيرة وإرغامها على الهبوط.
وببساطة فان وضع المؤشر يثير القلق، خاصة مع الأوضاع السياسية الحالية، وان وجد قرار سريع لاستبعاد أسهم الدولة من احتساب المؤشر، واقتصار احتسابه على الأسهم المتاحة لما تكاثرت المخاوف، ولتحققت أهم الإصلاحات التي ناشدت بها مستويات مختلفة.
وان تم اتخاذ قرار يتعلق بإعادة طريقة احتساب المؤشر العام، فان القوى المسيطرة على السوق ستضعف هيمنتها عليه، وستقل سيطرتها على توجيه مؤشر السوق، وسيصعب عليها أن تنجرف بالسوق إلى مراميها، أن هبوطا أو صعودا.
وسيقال بعد ذلك أن المؤشر العام هو نبض السوق الحقيقي.
مواقع النشر (المفضلة)