سياسات أخرى
لامتصاص عائدات النفط العربي قامت الولايات المتحدة باستخدام سياسة أخرى تمثلت في مشاريع حفظ السلام التي طرحت لحل هذه النزاعات، حيث تحقق هذه المشاريع مبالغ لا تقل أهميتها عن مبالغ بيع الأسلحة التي تدار فيها هذه النزاعات حيث تفيد التقارير أن الصناعات العسكرية الأمريكية انتفعت من عمليات حفظ السلام بنسبة 11% من مجموع مبيعاتها، لقد بلغ عدد العاملين في مهام حفظ النظام عام 2008 بحدود 187586 شخصا كانوا يتقاضوا رواتب ضخمة إلى جانب مصاريف الملابس والطعام والتنقل والسفر بالطائرات والإقامة والأدوات المكتبية والأسلحة والذخائر ووسائل الدعم الأخرى، وكانت معظم مشاريع حفظ السلام تلك متمركزة بشكل رئيسي في الوطن العربي، وإذا كانت الجهات العالمية من يتولى الصرف على قوات حفظ السلام في الدول الفقيرة فإن الخزائن العربية هي التي تتولى الإنفاق على هذه القوات.
أما بالنسبة لما يتبقى من عائدات النفط بعد استنزاف معظمه بالوسائل الخبيثة التي ذكرناها في الفقرات السابقة، فيتم الاستيلاء عليه من خلال إغراء العرب للإنفاق على الأفلام وأغاني الراب والبوب من الدول الغربية بشكل مباشر، وبالتالي فإنه في النهاية نجد أن كافة عائدات النفط تعود مرة أخرى تاركا لنا ملايين العاطلين عن العمل والأرامل والفقراء والمرضى.
مواقع النشر (المفضلة)