الأسهم السعودية تواصل الصعود وتنتظر «محفز وقف الحرب في لبنان»
ارتفعت بنسبة 0.62% لتغلق فوق 11625 نقطة
جدة: محمد الشمري
أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس على صعود طفيف، بعد تعاملات شهدت نوعا من أعمال جني الأرباح بطريقة احترافية، أعقبها صعود أعاد اللون الأخضر للمؤشر العام الذي يبدو أنه يرسم هدف الوصول إلى مستوى أبعد خلال تعاملات اليوم.
وكسب المؤشر العام بنهاية تعاملات أمس 72.17 نقطة بعد صعوده بنسبة 0.62 في المائة إلى 11625.17 نقطة، إثر تداولات مكثفة تجاوز عددها الإجمالي 303.1 مليون سهم، بقيمة تقدر بنحو 23.3 مليار ريال (6.2 مليار دولار).
وتجاهل صناع السوق الفجوة التي أحدثتها تعاملات السبت الماضي، واستمر الصعود، على الرغم من عدم التأكد من إمكانية تحقق المحفز الذي تنتظره السوق، وهو المحفز المتمثل في إمكانية توقف الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان صباح اليوم.
ومن المرجح أن يؤثر توقف الحرب صباح اليوم إيجابا على تعاملات السوق، فيما سيكون عدم الالتزام بالقرار الدولي مدعاة لإحباط قناة الصعود الحالية، وبالتالي العودة إلى المسار الهابط مجددا.
وفي كل الأحوال تحتاج سوق المال لمواصلة الصعود خلال التعاملات المقبلة لتأكيد كسر المسار الهابط الممتد من فبراير (شباط) الماضي، ثم كسر المسار الهابط الذي بدأ تكوينه في الثاني من يوليو (تموز) الماضي، قبل الذهاب لامتحان قدرات مقاومة محددة عند مستوى 13500 نقطة.
وجاء الصعود الذي سجله المؤشر العام بالاعتماد على أسهم العوائد والأسهم المؤثرة بقيمة المؤشر، فيما لم يتأثر كثيرا بتراجع السواد الأعظم من الأسهم المتداولة أمس، وهي الأسهم التي قد تأخذ نصيبها من الصعود خلال بقية جلسات الأسبوع الجاري.
وحسب إحصائيات نهاية تداولات ثاني جلسات السوق أمس، ارتفعت أسعار أسهم 28 شركة، منها شركتين بلغت أسعار أسهمها الذروة العليا، فيما تراجعت أسعار أسهم 49 شركة من أصل أسهم 81 شركة يجري تداول أسهمها في سوق المال السعودية.
وحسب المعطيات الحالية لتعاملات سوق الأسهم، فإن المؤشر العام سيدخل منطقة في منتهى الخطورة عندما يصل إلى مستوى 11900 نقطة، على أن يمتد الخطر إلى منتصف بحر الـ 13 ألف نقطة، وذلك قبل التفكير في إمكانية بلوغ مستويات أعلى.
وبناء على معطيات تعاملات السوق الأخيرة، يبدو جليا أن المتعاملين ينتظرون خبرا مهما للسوق خلال الفترة القريبة المقبلة، دون أن يستبعد ظهور أول الأنباء المهمة اليوم، على ألا يكون من ضمن الأخبار المنتظرة خبر وقف الحرب.
وحسب التحليلات الفنية التي عادة ما تخضع لها السوق، فإن «أمواج إليوت» تشير إلى أن هدف المؤشر العام على مسار الخمس دقائق التي عادة ما يعتمد عليها العاملون وفق إستراتيجية المضاربة الخاطفة، سيكون قريبا من مستوى 11800 نقطة.
وتبدو أوضاع التحليل المعتمد على «أمواج إليوت»، فإن الهدف المرسوم للتعاملات اليومية عائم بين 12182 نقطة أو 14200 نقطة فما فوق، لكن كل ذلك لا يلغي ضرورة مراقبة نقاط الدعم التي يعتبر كسرها إنذار مهم لكافة المتعاملين في السوق.
السمان: الحيرة تسيطر على السوق
* وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان وهو خبير في تحليل تعاملات سوق المال، أن الحيرة تبدو سيدة الموقف خلال تعاملات السوق أمس، وهو ما يعني ضرورة مراقبة الوضع جيدا قبل الدخول حاليا.
وذهب إلى أن اللون الأحمر الذي سجل حضورا قويا وساد أسعار معظم الشركات المتداولة أمس، يجب التنبه له، مشيرا إلى أن اللون الأخضر الذي تزين به المؤشر العام ليس كل شيء.
وشدد على ضرورة تجاوز المؤشر العام مستوى 11900 نقطة للتأكد من تجاوز كافة القنوات الهابطة، قبل أن يتم الدخول الآمن، في إشارة منه إلى أن التعامل حاليا يمكن أن يحمل شيء من الخطر.
وقال إن تصاعد قيمة المؤشر العام قد يكون ناتج عن وجود مخطط للتصريف، خاصة أن العديد من الأسهم المتداولة هبطت إلى مستويات أدنى من مستويات إقفال أمس الأول.
الخالد: أمام المضاربين هدف محدد عند 11860 نقطة
* وعلى الطرف الآخر، قال لـ«الشرق الأوسط» خالد الخالد وهو محلل يجيد قراءة المؤشرات الفنية لقياس تعاملات السوق، إن الهدف المرسوم أمام المضاربين هو 11860 نقطة.
وشدد على أن مستوى الإقفال كان جيدا إلى أبعد حد، معتبرا تجاوز مستوى 11620 نقطة بادرة خير لمواصلة الصعود اليوم وغدا، مشيرا إلى أن التعاملات التالية هي التي ستكشف الهدف التالي.
السويلم: الخروج من السوق من أجل السلامة
* وفي المقابل قالت لـ«الشرق الأوسط» خلود السويلم وهي متعاملة في السوق، أن المؤشر العام عندما يتباطأ فيما كميات التداول تتزايد، عادة ما تتباعد بعده قيمة المؤشر سواء في الاتجاه الصاعد أو الهابط. وذهبت إلى أن ذلك يستدعي الخروج من أجل السلامة، وذلك إلى حين التأكد من المسار التالي الذي سيتجه نحوه المؤشر العام، على أن يتم خلال تباطؤ قيمة المؤشر العام على إستراتيجية المضاربة الخاطفة وحسب.
************************************************** **
فتاوى جديدة تعود بالسعوديين نحو صالات البنوك للاكتتاب في شركة «البحر الأحمر»
مصادر مصرفية تكشف عن ارتفاع ملحوظ في أعداد المكتتبين خلال اليوم الثاني
الرياض: محمد المنيف
أنعشت «نشوة» فتاوى رسمية تداولت أمس بين السعوديين، عن إجازة علماء معتبرين الاكتتاب في أسهم شركة البحر الأحمر لخدمات الإسكان، إذ استبشرت شرائح من السعوديين عند إصدار علماء شريعة معروفين فتوى بإجازة الاكتتاب في شركة البحر الأحمر للإسكان»، ووصفوا الشركة بأنها من أحسن الشركات ومتوافقة مع الضوابط الشرعية، مما كان له الأثر الواضح في نفوس المكتتبين يوم أمس والذين توجهوا نحو صالات المصارف للاكتتاب في أسهم الشركة.
في هذه الأثناء، كشفت مصادر مصرفية أن انتشار الفتوى ساعد على ارتفاع حجم الإقبال من المواطنين في اليوم الثاني للاكتتاب، مشيرة إلى أن التقنية الإلكترونية والصرافات المنتشرة في الشوارع قد جعلت البنوك السعودية تلعب دور المراقب على تلك العمليات.
وأشار عبد المجيد المالكي موظف خدمة العملاء في البنك العربي الوطني إلى أن هناك ارتفاعا ملحوظا، وصفه بـ«المتوسط»، في أعداد المكتتبين في أسهم البحر الأحمر، وأوضح قائلا «إلا أنه لا يمكن مقارنته على الإطلاق بحجم المكتتبين خلال ثاني يوم من أسهم إعمار المدينة الاقتصادية». ولفت المالكي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك فروعا حولت عملاءها إلى استخدام البدائل الأخرى غير الورقية، وتحديدا الصرفات الآلية المنتشرة في الشوارع والطرق.
من جهته، قال أحمد العيد، وهو طالب جامعي سعودي، إنه توجه يوم أمس باكرا لتجنب الازدحام، لا سيما أن عدد الأسهم المطروحة قليلة «9 ملايين سهم فقط»، وهو ما تبادر إلى ذهنه من هجوم المكتتبين لاقتناص نصيبهم من هذه الكعكة الصغيرة. من جهته، أوضح فهد الخالد أحد المكتتبين في شركة البحر الأحمر للإسكان، عن امتعاضه من ارتفاع علاوة الإصدار للشركة، مضيفا أن ذلك لم يصده عن الاكتتاب في الشركة، وعلل ذلك بأنه قد تكبد خسائر في سوق الأسهم، مما يدفعه إلى التعويض في اكتتابات الشركات التي يتم طرحها للمواطنين.
في هذه الأثناء، يرى تركي العسكر أحد المكتتبين، أن الاكتتاب المطروح مبالغ فيه نوعا ما، من ناحية علاوة الإصدار، ولكن طرح 30 في المائة من أسهم الشركة للاكتتاب، سيتم تغطيته في شكل بسيط، خصوصا وأننا مقبلون على عدد من الاكتتابات قبل شهر رمضان المقبل.
على صعيد آخر شهدت أجهزة الصراف الآلي، ازدحاما كبيرا في خلال ساعات الاكتتاب، حيث أكد مصدر في بنك الهولندي «مدير الاكتتاب»، أن عمليات عبر الإنترنت والهاتف المصرفي وأجهزة الصراف الآلي التابعة له، سجلت معدلات مرتفعة، مما يعكس مدى التجاوب مع التقنية الحديثة، مشددا في الوقت ذاته على الجاهزية والفاعلية للبنية الإلكترونية لتوفير مثل هذه الخدمات. وأوضح المصدر أن عملية الاكتتاب، اتسمت بدرجة عالية من المرونة والشفافية والتعاون المستمر، من قبل ممثلي كافة فروع البنوك مع المواطنين، ولفت المصدر إلى أنه يمكن للمواطن الاكتتاب عبر الوسائط الإلكترونية، على مدار 24 ساعة.
في هذه الأثناء، أيد عدد من كبار العلماء الشرعيين في البلاد، مشروعية الاكتتاب وجواز تملك أسهم الشركة، إذ أعلنت «البحر الأحمر« في بيان لها، عن إصدار الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء، فتوى بجواز الاكتتاب في شركة البحر الأحمر»، معتبرا أنها من أحسن الشركات، وهي متفقة مع الضوابط الشرعية»، ودعم هذا الرأي الدكتور يوسف بن عبد الله الشبيلي عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وأفاد بيان الشركة بأن المنيع استند في فتواه على تقديم الشركة لجميع ميزانياتها إلى دار المراجعة الشرعية (متخصصة في دراسة الجدوى الشرعية للشركات)، التي أوضحت أن القوائم والمراكز المالية للشركة، ليس فيها مخالفة فيما يتعلق بالضوابط.
مواقع النشر (المفضلة)