الأسهم السعودية .. المؤشر تحت «ضلع فبراير» وأسهم المضاربة تشتعل
مع «تنويم» صناع السوق الأسهم القيادية
جدة: محمد الشمري
ظل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية جاثما دون حراك بنهاية تعاملات السوق أمس، وفضل صناع السوق تنويم الأسهم القيادية بما لا يسمح للمؤشر العام رفع رأسه القابع تحت مظلة ضلع انهيار فبراير (شباط) الماضي، فيما واصلت أسهم المضاربة اشتعالها.
وانتهت تعاملات السوق أمس، على تراجع المؤشر 10.23 نقطة أو ما يعادل 0.09 في المائة، ليغلق عند مستوى 11347.70 نقطة، مقابل تسجيل أسعار أسهم ست شركات لأعلى نسبة صعود، فضلا عن صعود أسعار عشر شركات فوق مستوى 5 في المائة، بكميات تداول عالية. وجرى أمس تداول 278.8 مليون سهم، بقيمة 20.7 مليار ريال (5.5 مليار دولار)، إثر تنفيذ 397.3 ألف صفقة، كشفت عزوف السيولة عن قطاعات البنوك والصناعة والإسمنت والاتصالات والكهرباء، وتوجهها نحو القطاعات الأخرى التي عادة لا تؤثر كثيرا في حركة المؤشر العام.
وعلى الرغم من كميات التداول العالية وتدوير مبالغ مالية قريبة من المستويات العليا التي اعتادت عليها السوق، إلا أن غياب قادة سوق المال يبدو واضحا خلال تعاملات أمس والأيام الثلاثة الأخيرة من تعاملات الأسبوع الماضي، وهو ما يعني أن حجم التنفيذ المسجل يمكن أن يكون ناتجا عن أعمال مضاربة بحتة لا علاقة لها بالاستثمار.
ويأتي استمرار غياب السيولة الذكية ضمن أهم ما يبعث على القلق في السوق السعودية بناء على معطيات التعاملات الأخيرة، ما يعني أن المؤشر العام مرشح للتراجع بشكل يفوق ترشيحات الصعود. وتظهر التعاملات الأخيرة أيضا أن صناع المضاربة باشروا قيادة السوق فعليا خلال التعاملات الماضية بهدف المحافظة على مكاسب محافظهم، خاصة أن استقرار المؤشر العام من شأنه الإبقاء على المسار الصاعد الذي تنتهجه أسهم المضاربة.
وبناء على نتائج تعاملات الأسابيع الماضية يبدو الإصرار واضحا على قسمة السوق، بما يعطي لأسهم المضاربة مجالا واسعا للتحرك بعيدا عن تأثير لون المؤشر العام الذي عادة ما يعكس أداء أسهم القيادة.
وتبدو أسهم القيادة على مقربة من مفترق الطرق خلال التعاملات المقبلة، غير أنه لم يتضح المسار التالي الذي قد يكون صاعدا على اعتبار أن عددا من أسهم العوائد على وشك الكشف عن زيادة في رؤوس أموالها، كما لا يستبعد تراجعها بما ينسجم مع طبيعة الضغوط السياسية التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي كل الأحوال يبدو نمط الحيرة سيد الموقف في سوق المال خلال الفترة الحالية، على أن تظهر الوجهة الحقيقية للمؤشر العام خلال فترة قد لا تتجاوز عشرة أيام، سواء نحو الصعود أو الهبوط.
************************************************** ***********
السمان: حجم السيولة جيد
رغم المضاربات
في هذه الأثناء أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان وهو خبير في تحليل تعاملات سوق الأسهم السعودية أمس، أن حجم السيولة المدورة في السوق يبدو جيدا على الرغم من تفوق عمليات المضاربة على الاستثمار.
وقال إن المؤشر العام سيكون جاهزا للصعود المتواصل في حال تجاوز مستوى 11600 نقطة، مشيرا إلى أن خيار الهبوط في حال اللجوء له سيتم إلى حين الاصطدام بالدعم المحدد عند مستوى 10600 نقطة. وعن نشاط المضاربات السائد حاليا في السوق، بين السمان أن أسهم المضاربة قادرة على العطاء في ظل استقرار المؤشر العام، فيما رجح مرور أسهم القيادة بمرحلة تجميع.
عداس: المؤشر العام لا يعكس واقع السوق وعلى الطرف الآخر، قال لـ«الشرق الأوسط» عبد المنعم عداس وهو مستشار مالي متخصص في التحليل المالي الأساسي، إن المؤشر العام لا يعكس واقع السوق، وقوع أسهم القيادة تحت ضغط التجميع البطيء.
وذهب إلى أن الضغط الذي تواجهه السوق حاليا، ناتج عن وجود محافظ كبرى لم تنته من أعمال التجميع، مرجحا أن تنتهي أعمال الربع الثالث من العام الحالي على أسعار مرتفعة.
المبارك: سوق المال يعاني الإنهاك من جهته أوضح لـ«الشرق الأوسط» صالح المبارك وهو محلل فني لتعاملات سوق المال السعودية، أن المؤشر العام الذي أنهكته الضغوط التي لم تنته منذ انهيار فبراير (شباط) الماضي، قد يتعافى خلال الشهر المقبل الذي يمثل نهاية أعمال الربع الثالث.
ورجح استقطاب سوق الأسهم السعودية للسيولة الذكية بمجرد انتهاء تعاملات الشهر الجاري، وهو التوقيت الذي قد تنتهي بنهايته تبعات انهيار فبراير الماضي.
مواقع النشر (المفضلة)