مؤتمر صناعة الطيران في دول التعاون بدبي اليوم
مشعل العنزي - الدمام
يعقد بدبي اليوم مؤتمر صناعة الطيران في دول مجلس التعاون الخليجي بحضور عدد من المهتمين وذوي الخبرة في هذا القطاع الحيوي.
و يناقش المؤتمر عددا من المواضيع المتخصصة أهمها التمويل والاستثمار في شركات الطيران منخفضة التكاليف و إستراتيجية مستقبلية لمنافسة شركات الطيران المنخفضة التكاليف واثر انخفاض تكلفة الطيران في سوق السفر الجوي اضافة الى استقطاب أفضل الموارد البشرية وولاء العملاء و رضاهم وإصدار التذاكر الالكترونية ودراسة الشحن الحر للبضائع .
و تواجه صناعة الطيران تحديات اقتصادية كبيرة مع ارتفاع التكاليف والمنافسة المتزايدة بين البلدان باعتماد سياسة الأجواء المفتوحة. لكن ارتفاع التكاليف إلى حد كبير يعتبر من أهم العقبات التي تواجه الشركات وهذا يتطلب معالجتها إذا كانت الشركة ترغب في الاستمرار في المنافسة.
يذكر أن صناعة الطيران في دول مجلس التعاون الخليجي وصلت إلى نقطة هامة في منحنى النمو الاقتصادي فالرغبة في الوصول إلى تكلفة منخفضة مع الحفاظ على جودة الخدمة يعتبر من التحديات الرئيسة التي تواجه صناعة الطيران في الخليج.
************************************************** **************************
فرصتك في «العمل عن بعد»
أحدثت ثورة المعلومات والاتصالات تأثيرات عميقة على الاقتصاد العالمي وعلى المجتمع في العقود الأخيرة، وذلك عبر تغير أنماط الإنتاج والتوزيع ومفاهيم التجارة والتشغيل وظروف الحياة.
وجاء مفهوم «العمل عن بعد» كأحد الإفرازات الطبيعية لهذه الثورة؛ حيث أدى التنامي السريع في خطوط الاتصالات وانخفاض تكلفتها إلى ظهور أنماط جديدة من العمل سواء أكان متنقلا أم من المنزل، وهو ما تلاشت معه الحواجز الجغرافية والمسافة بين الموظف وعمله.
وتبدو أهمية تكريس هذا المفهوم في أنه يساعد على توفير فرص عمل لمواجهة أزمة البطالة خاصة في البلدان النامية، لا سيما أن بعض الدول كالهند والمكسيك وجنوب أفريقيا لاقى هذا النمط فيها قبولا بين الناس، ولكن يبقى أن هذا النظام في العمل له متطلبات حتى يؤتي أكله ويحقق مزايا في الاقتصاد والمجتمع العربي.
ما المفهوم؟
بداية فإن منظمة العمل الدولية تعرف «العمل عن بعد» بأنه نظام عمل قائم في مكان بعيد عن المكتب الرئيسي أو مواقع الإنتاج؛ حيث يكون العامل منفصلا عن الاتصال الشخصي مع العاملين الآخرين، وتقوم التكنولوجيا الحديثة من خلاله بتسهيل انفصال العامل عن موقع العمل الرسمي من خلال تسهيل عملية الاتصال.
ويتخذ هذا النظام في العمل طريقتين أساسيتين، أولاهما: للعاملين بأجر، ويشمل الموظفين والمتعاقدين بعقود طويلة الأجل والمستشارين الذين يعملون من منازلهم أو من أماكن أخرى.
والطريقة الأخرى للعاملين لحسابهم الخاص وذوي الأعمال الحرة.
ومن أشكال العمل عن بعد عمل الموظف من منزله بدلا من السفر إلى أماكن العمل، وكذلك العمل بمراكز خدمة رجال الأعمال؛ كالمراكز الإلكترونية والمقار الإلكترونية.
أما أبرز الفئات المستفيدة من هذه الطريقة في العمل فهي المرأة بسبب خصوصية التزاماتها الاجتماعية؛ حيث يساعد هذا النوع من العمل على التوازن بين واجباتها العائلية وتحقيق الأجر.
وثمة فئة أخرى مستفيدة هي فئة المعوقين؛ حيث يغنيهم ذلك عن استخدام المواصلات وعن العمل في بيئة غير مهيأة لاحتياجاتهم الخاصة.
وإذا كان العمل عن بعد يمكن أن يؤدي إلى خطر انعزال المعاقين عن المجتمع، فإن هناك فرصا تقاوم ذلك بإتاحة المجال للاجتماعات الدورية مع الإدارة والعاملين الفعليين في منظمة ما، إضافة للاتصال الإلكتروني بين الشركة والزملاء.
مزايا.. وعيوب
وثمة مزايا وعيوب للعمل عن بعد تنعكس على أطراف المعادلة المشتبكة معه (الموظف، والمؤسسة، والمجتمع) يمكن تفصيلها فيما يلي:
1- الموظف: من أبرز المزايا التي تنعكس عليه زيادة درجة الاستقلالية، وتجنب العوامل غير المحفزة للعمل مثل العلاقة المباشرة بين الرئيس والمرؤوس التي قد يحدث فيها تصادم،
فضلا عن تسهيل عملية تنظيم الوقت، ايجاد بيئة عمل أفضل للموظفين، وتقليل عملية التنقل، مما يساعد على تخفيض التكلفة والضغط العصبي.
كما يحقق التوازن بين العمل وأوقات الفراغ وزيادة الوقت المخصص للمنزل والأسرة، ويوفر فرص عمل لساكني الأماكن البعيدة والنائية دون الانتقال المادي، وكذلك يرفع إنتاجية العاملين، ويقدم أسلوبا مناسبا للتركيز على نتيجة العمل أكثر من أسلوب الأداء.
أما العيوب التي تنعكس على الموظف جراء العمل عن بعد، فمنها: حدوث عزلة اجتماعية، وقلة الدعم للتطوير الشخصي، والتداخل بين وقت العمل وأوقات الفراغ، وصعوبة تطبيق نظم التأمينات الاجتماعية والعلاقة التعاقدية بين الشركة والموظف.
2- المؤسسة: يوفر العمل عن بعد لمؤسسات الأعمال مزايا من أبرزها: تسهيل الوصول إلى قوة عمل جديدة ذات مهارات مرتفعة، والاستفادة من العمالة الأقل أجرا أو الأكثر استعدادا للعمل في مراكز ومواقع مختلفة، وتقليل نسبة الغياب؛ فالعاملون عن بعد أقل من غيرهم في الغالب بالنسبة لطلب الإجازات وتحسين الإنتاجية؛ حيث يكون العمال أكثر نشاطا لأنهم يقضون وقتا أقل في الانتقال.
أما بالنسبة لعيوب الفكرة للمؤسسات، فأهمها عدم مواءمة نظم الإدارة القديمة، ومشاكل الإشراف والتحكم، وانخفاض درجة الولاء للشركة، وزيادة تكاليف التدريب وإعادة التدريب للعاملين.
3- المجتمع: يساعد هذا النظام المجتمع في العمل على تحقيق التوازن في الوظائف بين المناطق الجغرافية المختلفة، وإتاحة المزيد من اللامركزية لأداء الأنشطة والمهام، والتقليل من استهلاك البنية التحتية والسيارات والازدحام المروري، وتواجد الموظفين في مواقع أقرب للفئات المستهدفة، وإتاحة الخدمات للعملاء في غير ساعات العمل الرسمية.
أما العيوب التي تنعكس على المجتمع فتكمن في زيادة التشتت الاجتماعي، وزيادة التفاوت بين الجنسين، وتقليل الوظائف المتعلقة بالخدمات المباشرة بالعميل، وزيادة تكاليف البنية التحتية التكنولوجية.
آثار اقتصادية
أبرز الآثار الاقتصادية للعمل عن بعد تظهر بوضوح في التوظيف والإنتاجية وتكافؤ فرص العمل.. فعلى مستوى التوظيف نلاحظ ارتفاع مستويات التوظيف في الدول التي عملت بهذا النظام، وعلى سبيل المثال تمكنت بعض الاقتصاديات مثل الصين والهند وماليزيا وتايلاند والسنغال وجنوب أفريقيا من تحقيق تقدم سريع في الصناعة المعلوماتية، والتي ساهمت في زيادة التصدير وتوفير المزيد من فرص العمل.
ويشكل العمل عن بعد حلا لمشكلة نقص المهارات في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فيمكن من خلاله شغل وظائف كانت تعاني النقص في المناسبين لها.
ووفقا للدراسات فقد بلغ عدد الوظائف الخالية بسبب نقص المهارات في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 346 ألف وظيفة، ويبلغ هذا العدد حوالي 60 ألف وظيفة في ألمانيا، وما بين
20-30 ألف وظيفة في كندا، ووصل إلى 20 وظيفة في المملكة المتحدة.
ولهذا النظام تأثيره على إنتاجية العمل، وليس أدل على ذلك من تحويل شركة «ثري كوم» للحاسبات 120 عاملا إلى العمل عن بعد، ووجدت أنهم يقضون 25 ساعة أسبوعيا مع العملاء، بدلا من 12-15 ساعة أو أقل قبل تطبيق هذا النظام.
وبالإضافة إلى ما سبق، فيساعد العمل عن بعد على تكافؤ فرص العمل بين شرائح المجتمع المختلفة من حيث النوع والعمر والظروف الصحية والاجتماعية.
مجالات العالم العربي
هناك العديد من المجالات التي تتوافق مع تطبيق مفهوم العمل عن بعد والتي يمكن استغلالها في العالم العربي لتقليل معدلات البطالة وتوفير فرص عمل لفئات كالشباب والمعاقين وربات البيوت والمحالين إلى المعاش وغيرهم، ومن أبرز هذه المجالات:
* صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها المختلفة؛ البرمجيات في الداخل والخارج- إدخال البيانات- قواعد البيانات- تصميم صفحات الإنترنت.
* الأعمال المرتبطة بالأعمال الفكرية والإبداعية كالصحافة والترجمة للغات المختلفة، والبحوث النظرية بأنواعها، والتأليف الفني والموسيقي والأدبي، وكتابة قصص الأطفال وكتب الطبخ والديكور، والتصميم والرسم باستخدام الكمبيوتر مثل تصميم وطباعة كروت العمل والمناسبات والمطبوعات الخاصة، وتنظيم وكتابة وصفات وبرامج غذاء صحية وبيعها، وتصميم وتنفيذ ديكور المنازل.
*مجال الاستشارات؛ كالاستشارات الصناعية والطبية والقانونية، وأعمال المحاسبة والشئون الإدارية والمالية، والتجارة والتسويق الإلكتروني، والاستشارات الإدارية أو المالية، وتقنية المعلومات، وغيرها.
ويبقى أن نشير إلى أنه يلزم لتطبيق فكرة العمل عن بعد في مجتمعاتنا ونظمنا الاقتصادية بعض الإجراءات، مثل تقوية البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعمل على تغيير البيئة التشريعية والإدارية لملاءمة تطبيق مفهوم العمل عن بعد، بالإضافة إلى رفع راية التدريب والتعلم مدى الحياة.
مواقع النشر (المفضلة)