الأسهم السعودية: سياسة ضغوط البيع تهبط بقيمة المتداول إلى 26.6 مليار دولار
تمثل تراجع 38.8 % في أسبوع والمؤشر العام تحت مقصلة توقعات نتائج شركات العوائد
الرياض: محمد الحميدي
أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملات الأسبوع بتركيز قوى السوق على ممارسة ضغوط البيع على معظم الأسهم لاسيما أسهم المضاربة التي سجلت ارتفاعات حادة خلال الأسابيع الماضية، وساهمت بتنامي حجم تدوير السيولة وارتفاع عدد العائدين للسوق بعد الهزة العنيفة التي تعرضت لها الأسهم خلال فبراير (شباط) الماضي.
وأدت عمليات البيوع المتواصلة لهبوط قيمة المتداول بشكل ملحوظ خلال الأسبوع إذ سجلت قيمة الأسهم المتداولة في خمسة أيام نحو 99.9 مليار ريال (26.6 مليار دولار) تمثل تراجعا بواقع 38.8 في المائة عن الأسبوع الماضي الذي بلغت قيمة الأسهم المتداولة خلاله 163.5 مليار ريال (43.6 مليار دولار). ويأتي هذا التراجع نتيجة عمليات البيوع مع توجه العديد من المستثمرين والمسيرين للمحافظ للتحرر من أسهم المضاربة ضمن سياسة تدرجية تعمد إلى التخلص من تلك الأسهم، لاسيما ذات المؤشرات المالية الضعيفة، في مقابل السعي وراء تقصي الفرص الاستثمارية في الشركات ذات العوائد. في هذه الأثناء، ستقع سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع المقبل تحت مقصلة توقعات المستثمرين والمتعاملين لأرباح الشركات القيادية المدرجة في سوق الأسهم السعودية، حيث ستكون هي العامل الرئيسي في تحديد وجهة وتحرك المؤشر العام نحو الصعود أو الهبوط، باعتبار طبيعة توقيت المرحلة الذي يصادف قرب إعلان النتائج المالية للربع الثالث 2006، في حين تبقى الأسهم الصغيرة المستغلة في عمليات «المضاربة» مرشحة لمزيد من التراجع.
* المؤشر العام
* أغلق مؤشر سوق الأسهم المحلية خلال الأسبوع (المنتهي الأربعاء الماضي) على انخفاض قوامه 1.2 في المائة، عندما توقف عند مستوى 11108.35 نقطة، تمثل خسارة قدرها 132 نقطة، تم خلالها تداول 1.2 مليار سهم، نفذ عبر 1.9 مليون صفقة. وبلغ معدل انخفاض مؤشر السوق بالنظر إلى نتيجة هذا الأسبوع 33.5 في المائة منذ بداية العام. وسجل أكبر صعود في السوق سهم «الكيميائية» بارتفاعه 23.1 في المائة، وبحجم تداول 67 مليون سهم، في المقابل سجل أكبر هبوط سهم «العقارية» بتراجعه 53 في المائة، بتداول 7.1 مليون سهم. وسيطر على التداولات، سهم «المواشي المكيرش» بكمية قوامها 76 مليون سهم. وتواجه السوق عددا من نقاط المقاومة أقربها 11250، 11371، مقابل نقاط دعم أبرزها 11070 و10950، في حين يظل المؤشر رهينة رغبات محركي السوق من المضاربين وكبار المحافظ.
* البنوك
* سجل هذا القطاع حركة جيدة في حجم التداول عليه بواقع 3 في المائة، وسط ترشيح مزيد من الارتفاع النسبي للتداول فيه خلال الأسبوع المقبل لاسيما مع قرب بدء الإعلان عن نتائج الربع الثالث من العام. ويمكن وصف حال البنوك بأنه أكثر حركة وديناميكية خلال هذا الربع مقابل الربعين السابقين والذي ألقت فيه نتائج هبوط فبراير (شباط) بظلالها. ويدعم هذا الرأي تنامي حجم التداول في سوق الأسهم خلال هذا الربع مع عودة السوق مجددا للتداول الديناميكي بفضل إغراء المضاربة، ما يزيد من ترشيح تحقيق البنوك نموا في عوائدها لهذا الفترة.
* الصناعة
* واصل قطاع الصناعة تصدره للقطاعات المدرجة في السوق بحجم تداول قوامه 46 في المائة، وهو ما يعني الحظية الواسعة التي تتكون في شركات القطاع لاستراتيجيات معظم المتعاملين والتي باتت مكوناته مغرية لوجهتي المتعاملين في المضاربة الحامية أو الاستثمار في الشركات ذات العوائد. ولا بد هنا من ذكر أن سهم «سابك» عاد للتحرك خلال الأسبوع ولو بشكل طفيف مما يعطي إشارة الى عودة المتعاملين الجادة نحو هذا القطاع. ويرشح أن يستمر القطاع الصناعي في استقطاب السيولة نحوه مع وجود فرص شراء استثمارية مغرية.
* الإسمنت
* بلغ حجم التداول على هذا القطاع 3 في المائة خلال الأسبوع، وذلك بفضل قرب الإعلان عن نتائج أعمال الربع الثالث من العام الجاري. وشهد القطاع حركة ديناميكية خلال يومين فقط من الأسبوع الماضي سجلت خلالها معظم الشركات ارتفاعات جيدة، ولكن ما لبثت حتى خسرت جزءا مما كسبته مع تراجع السوق خلال آخر يومين من تداولات الأسبوع. ولا يزال القطاع يمثل فرصة استثمارية مغرية جدا بالنظر إلى أسعار بعض الشركات فيه، مما يزيد توقع دخول سيولة استثمارية فيه خلال الأسبوع المقبل.
* الخدمات
* تراجع الإقبال على القطاع نقطة واحدة خلال الأسبوع مقابل الأسبوع الماضي حيث لم يسجل التداول عليه إلا 31 في المائة، كنتيجة لتحول قوى الشراء في شركات القطاع نحو قطاعات أخرى أكثر إغراء، وترشح استمرار الحالة خلال الأسبوع المقبل. ويعود هذا الرأي إلى أن معظم الشركات العاملة في القطاع استنفدت مغرياتها ذات العلاقة بـ«المضاربة الحامية»، مقابل وجود الفرص الاستثمارية وكذلك للمضاربة في القطاعات الأخرى.
* الكهرباء
* يتوقع أن يستقر القطاع على وضعه في مجال السعر والتداولات الحالي أو أن يسجل بعض التراجع لصالح رغبات بعض شرائح المتعاملين للذهاب نحو فرص استثمارية مع قرب إعلان الربع الثالث من العام، ما لم يستغل السهم من قوى السوق في عمليات مضاربة خلال هذه الفترة. يذكر أن القطاع سجل حجم تداول بواقع واحد في المائة.
* الاتصالات
* سجل حجم التداول على القطاع 1 في المائة، في وقت يتوقع أن يشهد القطاع تحركا إيجابيا من حيث التداول عليه بالنظر إلى قرب الإعلان عن نتائج الشركات العاملة تحت مظلته والتي سجلت نتائج مالية قوية خلال الفترة السابقة. ويرجح أن تصب تصريحات المهندس محمد جميل ملا وزير الاتصالات وتقنية المعلومات اول من امس بشأن تأخير الترخيص لمشغل الجوال الثالث إلى بداية العام المقبل 2007، في مصلحة شركات الاتصالات العاملة، حيث ستكون محفزة للمستثمرين للشراء في هذا القطاع.
* التأمين
* يعد القطاع واحدا من قطاعين فقط استطاعا العودة من جديد لتسجيل ارتفاع بعد موجة الهبوط الحادة في فبراير (شباط) الماضي، حيث بلغ مقدار صعوده 9.1 في المائة منذ بداية العام، وهو ما يزيد من عامل الجذب نحو القطاع كفرصة استثمارية قوية في هذه الفترة بالذات. ويتوقع أن يبدأ الحراك والتداول في هذا القطاع من الأسبوع المقبل نظرا لقرب الإعلان عن نتائج المالية لهذا الربع.
* الزراعة
* جاء وحيدا بجانب قطاع التأمين، ضمن القطاعات التي استطاعت تعويض خسائر فبراير (شباط) المنصرم، إذ سجل حجم نمو القطاع حتى الآن 4.5 في المائة منذ بداية العام. وبرغم ذلك لا يمكن التنبؤ بمقدار جاذبية الإقبال على التداول خلال الأسبوع المقبل، إذ لا تشير بعض الآراء الفنية إلى توقع نمو التداول عليه بالنظر إلى وجهات المضاربة الحالية في سوق الأسهم إضافة إلى قرب إعلان النتائج المالية للشركات التي تذهب لصالح بعض القطاعات في هذه الفترة.
************************************************** *******************************
توقعات بحركة بيع واسعة لسهم «إعمار» في سوق الأسهم السعودية عند التداول
تجار الاكتتاب يستعجلون إدراج أسهمها وصغار المكتتبين يطمحون في أرباح عاجلة
جدة: ابراهيم الفقيه
ينتظر كثير من المساهمين الصغار في أسهم شركة اعمار المدينة الاقتصادية المطور لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ (غرب السعودية) إدراج سهم الشركة للتداول في سوق الأسهم ليستطيعوا بيع أسهمهم والاستفادة من مردودها المادي خاصة وهم مقبلين على شهر رمضان.
وأرجع المساهمون طلباتهم للاستفادة من العائد الذي يمكن أن يرجع لهم من بيع السهم لتغطية مصاريف الشهر الكريم، وفئة أخرى ودت لو حصلت على المبالغ التي استثمرتها في سهم «إعمار المدينة الاقتصادية» كي تستفيد منها في اكتتاب أسهم شركة سبكيم التي انتهى طرحها الاثنين الماضي.
وبين سعيد شيخ، كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي التجاري لـ«الشرق الأوسط» ان السوق ستشهد حركة بيع واسعة عند إدراج سهم «إعمار المدينة الاقتصادية» في يومه الأول، مشيرا إلى أن صغار المستثمرين الذين اكتتبوا بغرض الاستثمار الوقتي أي للبيع في بداية التداول سيستفيدون، حيث ينتقل الكثير من أسهم الشركة من محافظ المكتتبين إلى أيدي المستثمرين.
وأضاف شيخ أن الاكتتاب وبيع أسهم الاكتتاب في سوق الأسهم يعتبر وسيلة للكسب ينتفع منها ذوي الدخل المحدود من صغار المساهمين، الذين يكتفون بعائد الاكتتاب، ولم يكن اكتتابهم بغرض الملكية. وقال إن استفادة هؤلاء قد تصل في بعض الاكتتابات لنحو 200 إلى 400 في المائة.
من جهته بين نضال جمجوم الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية المطور لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية لـ«الشرق الأوسط» انه ما زالت هناك إجراءات رسمية قبل إدراج السهم في السوق.
ويتوقع متابعون في السوق أن يكون سعر سهم «إعمار المدينة الاقتصادية» في حدود 100 إلى 120 ريالا (26 ـ 32 دولارا) والذي يعني انه سيكون في سهم إعمار عائدا مجزيا لصغار المستثمرين، حيث كانت القيمة الاسمية عند الاكتتاب 10 ريالات (2.7 دولار) للسهم الواحد.
ويروا أن السهم عند إدراجه ربما يستمر في صعود وهبوط لمدة قد تصل إلى أسبوعين ثم يستقر بسعر يتناسب مع ما يستحقه، وفي المدى المتوسط سوف يتحول السهم إلى صعود. وقال شيخ إن الأيام الأولى لإدراج سهم إعمار في سوق الأسهم السعودية تعتبر فترة تجميع وامتلاك لأعداد كبيرة من الأسهم، خاصة أن هناك كثيرا من المستثمرين الكبار منهم من يحب أن يضيف إلى محفظته اكبر عدد ممكن من أسهم إعمار فيحقق بذلك أرباحا في استثماره.
والمعروف أن هيئة سوق المال لا تلزم أسهم الشركات عند إدراجها بنسبة تذبذب معينة، وسوف تتعامل الهيئة مع تذبذب سهم «إعمار» وفق الحالة السائدة في السوق من حيث العروض والطلبات، ثم يدخل في اليوم التالي لإدراجه ضمن تذبذب النسبة المحددة في سوق الأسهم السعودية وهي 10 في المائة. وكانت شركة إعمار المدينة الاقتصادية طرحت في اغسطس (آب) الماضي 255 مليون سهم وحققت رقماً قياسياً في تاريخ الاكتتابات التي شهدتها أسواق المال في السعودية مع تجاوز عدد المكتتبين في أسهمها أكثر من 10 ملايين مكتتب، وهو ما يشكل عدد نصف سكان البلاد، بالإضافة إلى إعلانها عن تخصيص الأسهم على شكل نسبة وتناسب بين الأسهم المطروحة وعدد المكتتبين. وقد فاق الاكتتاب القيمة المستهدفة بنحو 2.82ضعف ليصل مجموع المبالغ المكتتب بها إلى 7.18 مليار ريال (1.9 مليار دولار) توزعت على 2.8 مليون طلب.
وتم تخصيص الأسهم للمكتتبين بناءً على عدد الأفراد في طلب الاكتتاب الواحد، حيث حصل المكتتب الفرد على 25 سهما والفردان على 51 سهما والثلاثة أفراد على 77 سهما والأربعة أفراد على 102 سهم والخمسة أفراد على 128 سهما والستة أفراد على 153 سهما والسبعة أفراد على 179 سهما. وتوالت خلال هذا العام عدة شركات للاكتتاب العام في سوق الأسهم السعودية بداية بـ «ينساب» ثم «الدريس»، فـ «الابحاث والتسويق»، تبعها اكتتاب شركة صناعة الورق، فـ «إعمار المدينة الاقتصادية»، ثم البحر الأحمر، وانتهاء بـ «سبكيم».
مواقع النشر (المفضلة)