الأسهم السعودية: قيمة التداول تنخفض 5.5 مليار دولار في الأسبوع الأول من رمضان
81 شركة تتهيأ للإفصاح عن نتائج أعمال الربع الثالث وترقب تحولات المحافظ خلال الأسبوع المقبل
الرياض: محمد الحميدي
تتهيأ مع بداية الأسبوع المقبل81 شركة مدرجة أسهمها في سوق الأسهم السعودية لإعلان نتائج أعمالها خلال الفترة من مطلع يوليو (تموز) وحتى 30 سبتمبر (أيلول) الجاري تمثل الربع الثالث من العام الميلادي. وتأتي هذه الإعلانات المتوقعة مع تشديد هيئة سوق المال السعودية ـ السلطة المالية العليا على سوق الأسهم ـ، في وقت سابق على ضرورة تسريع إدارات الشركات المساهمة بالإعلان الفوري لنتائج أعمالها، عقب الانتهاء من كل ربع سنوي ضمن جهودها لفرض آلية تضمن الكشف والإفصاح عن جميع النتائج المالية للشركات أمام المساهمين.
وكان آخر ما أعلنته هيئة سوق المال حول ضرورة الشفافية والإفصاح ما أشارت إليه أواسط أغسطس (آب) الماضي حيث أقرت تعليمات ملزمة للشركات المساهمة المتداول أسهمها في السوق المالية تهدف إلى مساعدة الشركات على الالتزام التام بقواعد التسجيل والإدراج الصادرة عن الهيئة خاصة ما يتعلق منها بالإفصاح المستمر.
وشددت الهيئة حينها على أن إعلان النتائج المالية للشركات لا بد أن تتضمن إفصاحا تاما حول مقارنة نتائج الفترة الحالية مع الفترة المماثلة من العام السابق مع إيضاح نسبة التغير، ومقارنة الأرباح أو الخسائر التشغيلية مع الفترة المماثلة من العام السابق، ومقدار ربحية أو خسارة السهم خلال الفترة، إضافة إلى بيان أرباح أو خسائر الشركة خلال الربع الحالي ومقارنتها بالربع نفسه عن العام السابق إذا كانت الفترة المعلن عنها تزيد عن ثلاثة أشهر، وأخيرا الأسباب والمؤثرات الجوهرية للتغير.
ولذا يرشح أن تكون سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع المقبل أمام جملة من التغيرات ربما يكون الأبرز تحول إدارة المحافظ وسلوك التعاملات التي يمكن أن تتجه نحو الترقب والانتظار لما ستؤول اليه نتائج أعمال الشركات وخاصة الشركات القيادية وشركات العوائد في كافة القطاعات المختلفة، مما يدعم ترجيح الذهاب إلى عدد من السيناريوهات المستقبلية التي من بينها تخفيف من حدة المضاربات، أو تسريعها، أو توجه قوى السوق إلى الأسهم الكبرى وشركات العوائد لتحريكها والاستفادة من إفصاحها عن نتائجها المالية، أو ربما التعامل بالمضاربة والتداول الاستثماري في آن واحد.
* المؤشر العام أقفل المؤشر العام خلال الأسبوع عند مستوى دعم حساس 11225.28 نقطة، بعد عملية مقاومة للمؤشر لم يستطع معها إلا التراجع ولكن بشكل طفيف ومن ثم معاودة الصعود بشكل طفيف، مسجلا تماسكا يدعم فرضية رغبة قوى السوق ومحركاته في عدم الرجوع إلى مستوى 10 آلاف نقطة بدلالة واضحة من المقاومات التي تراوح بالمؤشر في مناطقه الحالية. وصعدت سوق الأسهم السعودية خلال هذا الأسبوع بواقع نقطة مئوية واحدة، تم خلالها تداول ما قيمته 79.1 مليار ريال (21.1 مليار دولار)، عبر 945 مليون سهم، نفذت من خلال 1.4 مليون صفقة. وبهذه النتيجة تراجعت قيمة التداول 5.5 مليار دولار عن الأسبوع الذي سبقه والذي كانت قيمة التداول فيه 26.6 مليار دولار. وبمقارنة ما أقفل عليه المؤشر بما كان عليه منذ بداية العام يتضح أنه سجل تراجعا بواقع 32.8 في المائة، تمثل خسارة قوامها 5487 نقطة. وسيطر على التداول سهم «المواشي المكيرش» على الشركات الأكثر نشاطا حسب الكمية بـ 14.9 في المائة، بكمية أسهم قدرها 90.4 مليون سهم، في حين سجل سهم «سيسكو» أكبر ربحية للسهم بصعوده 45.7 في المائة، بتداول 28.9 مليون سهم. في المقابل، تصدر سهم «سدافكو» أكبر الشركات تسجيلا للخسارة بتراجع قدره 5.2 في المائة، بتداول 16.8 مليون سهم.
* البنوك لم يسجل القطاع البنكي حركة تنامي سيولة كما هو متوقع مع قرب إعلان نتائج أعمال الشركات خلال الربع الثالث من العام الجاري، حيث لم يستحوذ القطاع سوى على 2 في المائة فقط من قيمة ما تم تداوله من أسهم خلال الأسبوع. ويفترض أن تكون البنوك خلال الأسبوع المقبل في موقف مختلف مع السيولة إذ يتوقع أن تتحرك تجاه القطاع لاسيما أن جميع مكونات القطاع من البنوك الرابحة والتي تسجل عوائد مالية مجزية جدا.
الصناعة واصلت الشركات العاملة في القطاع الصناعي تصدرها لجميع قطاعات السوق وجذبت لها نحو 42 في المائة من حجم السيولة التي تم تداولها خلال الأسبوع، نتيجة ما تمتلكه معظم الشركات العاملة من ملاءة مالية وقدرة تشغيلية تنعكس على نتائج أعمالها بالإضافة إلى مرونة عالية في تداولها بطريقة استثمارية وكذلك للراغبين بالاستفادة من بعض الشركات لتنفيذ عمليات مضاربات حامية، وهو الأمر الملاحظ في الفترة الماضية على بعض الشركات العاملة في القطاع. ويرشح أن تكون معظم شركات القطاع الصناعي عرضة لتقبل سيولة إضافية أو استقرار حجم السيولة الحالي خاصة أن معظم الشركات المدرجة لديها تاريخ من المنجزات الإيجابية على صعيد إعلاناتها الماضية.
* الإسمنت يتوقع أن تشهد الشركات الإسمنتية حركة دخول سيولة استثمارية إضافية بعد أن كان مرجحا أن تدخلها في الأسبوعين الماضيين، حيث لم تستحوذ قيمة ما تم تداوله سوى 2 في المائة فقط من إجمالي قيمة المتداول في الأسبوع أسوة بما حدث مع قطاع البنوك. ولعل ارتفاع حدة المضاربات أشغلت المحافظ عن رفع مخصص السيولة المرصودة للشركات الإسمنتية أو على الأقل تأجيلها إلى الأسبوع المقبل الذي يتوقع أن يكون الفرصة الأخيرة للراغبين للاستثمار.
* الخدمات يرجح ألا تكون معظم الشركات العاملة في قطاع الخدمات مغرية جدا لبقاء السيولة فيها بالنظر إلى انتهاء شهر سبتمبر (أيلول) الجاري الذي يعلن فيه عن انتهاء الربع الثالث من العام، وهو الذي تبحث فيه السيولة في العادة عن فرص استثمارية حقيقية في شركات العوائد والشركات القيادية ذات النتائج المالية الإيجابية. وفي ذات الوقت، يمكن أن تكون شركات كثيرة مدرجة في القطاع مرتعا لتنفيذ استراتيجيات المضاربات المشتعلة في سوق الأسهم المحلية في الوقت الراهن، نتيجة توافر العوامل الملائمة للمضاربات.
* الكهرباء لا يتوقع أن يشهد القطاع دخول سيولة استثمارية، لعدم توفر المقومات الاستثمارية الجاذبية نتيجة أوضاع المكونات العاملة في القطاع. في المقابل يمكن دخول سيولة تقصد تحريك السهم نحو المضاربة. وشهدت الشركة خلال الأسبوع إعلان مجلس إدارتها عن تعيين رئيس تنفيذي جديد، يمكن أن تكون إشارة تفاؤلية تدعم محاولة التغير الإيجابي في مكونات القطاع.
الاتصالات يمكن تشبيه الشركات العاملة في مجال الاتصالات بحال قطاعي «البنوك» و«الإسمنت» من حيث النتائج المالية المتوقعة، حيث أن الشركات المدرجة سجلت نموا في قوائمها المالية وحققت على اثر ذلك أرباحا جيدة، مما يزيد من ترشيح دخول السيولة الاستثمارية خلال الأسبوع المقبل لشركات الاتصالات المدرجة في القطاع بعد أن تأخرت عن الدخول في الأسبوعين الماضيين.
* الزراعة واصل القطاع الزراعي تصدره للقطاعات نموا في الأداء العام بعد الهزة العنيفة التي تعرضت لها سوق الأسهم المحلية في فبراير (شباط) الماضي، وتلقت على اثرها جميع القطاعات خسائر فادحة فقدت معظم مكتسباتها التي سجلتها. وبلغ حجم نمو القطاع الزراعي حتى هذا الأسبوع 20.4 في المائة. ويتوقع ألا تمثل معظم الشركات العاملة في القطاع الزراعي وجهة للسيولة الاستثمارية مع الإعلان عن نتائج الشركات للربع الثالث من العام، وذلك لأن معظم الشركات ليس لديها نتائج مالية يمكن أن تصنف على أنها إيجابية، ودائما ما تستغل تلك الشركات في عمليات المضاربة الحامية في السوق.
* التأمين يعتبر ثاني قطاع بعد الزراعة من حيث نمو أدائه الذي بلغ حتى هذا الأسبوع 12.5 في المائة. وتعد فرصة توجه السيولة الاستثمارية لمكوناته ذهبية خلال الأسبوع المقبل بالنظر إلى محدودية حجم السيولة المتداولة خلال الأسبوع بالإضافة إلى انعدام المنافس لمكونات القطاع، يدعم ذلك كله النتائج المالية المعلنة خلال الفترات السابقة.
************************************************** **************
«سابك» السعودية تشتري كامل أسهم «هنتسمان للبتروكيماويات» بقيمة 700 مليون دولار
أعلنت توصلها لتسوية نهائية وشاملة مع «إكسون موبيل» بتقنية براءة الاختراع
الرياض: محمد المنيف
أعلن أمس المهندس محمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الاساسية سابك و بيتر هنتسمان الرئيس التنفيذي لشركة هنتسمان، أنهما قد توصلا إلى اتفاق تشتري «سابك» بموجبه كامل أسهم شركة هنتسمان للبتروكيماويات المحدودة بالمملكة المتحدة في سوق الاسهم بنيويورك في قطاع اعمال صناعة الكيماويات الاساسية، والبوليمرات في شركة هنتسمان الاوروبية بقيمة شرائية نقدية 700 مليون دولار. وسيتم في إطار الصفقة تخصيص سابك مبلغ 150 مليون دولار لاستكمال الاعمال التنفيذية لبناء مصنع إنتاج البولي إثيلين منخفض الكثافة الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 400 ألف طن سنويا في مدينة ويلتون بمنطقة «تي سايد».
وتأتي هذه الصفقة كخطوة بالغة الاهمية في إطار خطط «سابك للتوسع عالميا وتحقيق التكامل بين استثماراتها المحلية والخارجية، حيث يضيف قطاع الاعمال في شركة «هنتسمان» طاقات إنتاجية جديدة لعمليات شركة «سابك اوروبا»، ويعزز قاعدة الشركة الصناعات القوية في السعودية، وعند إتمام هذه الصفقة سينتقل جميع موظفي شركة «هنتسمان» للبتروكيماويات بالمملكة المتحدة والبالغ عددهم 830 موظفا إلى سابك بنفس أوضاعهم الوظيفية.
من جهته ذكر الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك على ان شراء قطاع الاعمال الاوروبي في شركة «هنتسمان» في بريطانيا يعد إضافة رئيسة لمجموعة شركات «سابك أوروبا»، ويعزز النمو الكبير الذي حققته «سابك»، مشيرا إلى أن هذه الصفقة تجسد التزام «سابك» التوسع في عملياتها ونجاح استراتيجياتها الرامية لتصبح شركة عالمية رائدة.
مضيفا أن «سابك» حققت نمو جوهريا في أوروبا في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد شراء قطاع البتروكيماويات التابع لشركة «دي إس إم» الهولندية عام 2002، وتكامله مع عمليات «سابك» العالمية، كما ان قطاع الاعمال الذي استحوذت عليه «سابك» في «ويلتون» ومنطقة «تي سايد» الشمالية يضيف لثورتها البشرية مزيدا من الكوادر الماهرة والكفايات المدربة، ومصانع ذات إنتاجية عالية الجودة لتحقيق المرحل التالية من النمو والتسرع، كذلك يضيف الاتفاق المبرم إلى مواقع «سابك» في «جيلين» بهولندا و«جولسينكرشن» في ألمانيا مزيدا من المواقع الصناعية التي تطبق احدث التقنيات العالمية، موكدا أن «سابك» سوف تبذل قصارى جهدها لتحقيق اقصى فائدة ممكنة من عمليات شركة «هنتسمان»، والتوسع فيها مستقبلا. وتخضع هذه الصفقة للوائح والنظم المعمول بها في المملكة المتحدة، ويتوقع ان يتم الاتفاق النهائي في نهاية عام 2006.
وتعتبر «سابك» اكبر شركة مساهمة عامة في منطقة الشرق الاوسط، وتصنف من حيث القيمة السوقية بأكثر من 100 مليار دولار أميركي، وهي من اكبر عشر شركات بتروكيماوية عالمية، ومن الشركات الرائدة في إنتاج البولي إثيلين والبولي بروبيلين، وجلايكول الإثيلين، والميثانول، ومثيل ثالثي بوتيل الإيثر، والأسمدة، فيما تحتل المركز الرابع عالميا في إنتاج البوليمرات، ويتضمن قطاع الاعمال الذي اشترته «سابك» وحدة تكسير طاقتها السنوية 865 ألف طن من الإثيلين، 1.3 مليون طن من المركبات العطرية، و400 ألف من البروبلين، إضافة إلى تجهيزات لوجستية في «ويلتون» ومنطقة «تي سايد» الشمالية، ومصنع البولي إثيلين منخفض الكثافة الذي تبلغ طاقته السنوية 400 ألف طن في مراحل الإنشاء ويتوقع ان يدخل مرحلة الانتاج بنهاية عام 2007.
إلى ذلك أعلنت «سابك» أنها توصلت إلى تسويةٍ نهائيةٍ وشاملةٍ بخصوص الخلافات بينها وبين شركة «إكسون موبيل»، فيما يتعلق بتقنية وبراءة الاختراع المستخدمة في إنتاج مادة البولي إثيلين، وقد حصلت «سابك» نتيجة هذه التسوية على حق استخدام هذه التقنية، وبراءة الاختراع في مصانعها، وفي شركاتها التابعة، داخل وخارج السعودية، بدون أية رسوم امتياز، كما أن «سابك» سوف تحصل بالتساوي مع شركة «إكسون موبيل» على إيرادات رسوم الترخيص لهذه التقنية لأي طرفٍ ثالثٍ، قامت أو تقوم به «إكسون موبيل» مستقبلاً بالترخيص له باستخدامها. وبهذا تكون جميع الخلافات والقضايا القائمة بين «سابك» وشريكها «إكسون موبيل» منتهيةً. وإذ يثمن الشريكان علاقات العمل الراسخة بينهما، يؤكدان أنهما سيواصلان تركيز جهودهما في المشاريع المشتركة الناجحة في المملكة واستقصاء الفرص للتوسع في هذه المشاريع.
مواقع النشر (المفضلة)