100 مليار دولار تكلفة سد احتياجات الدول العربية للمياه المحلاة خلال العقد المقبل
اليوم – دبي
تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 7500 محطة تحلية يتم تشغيلها في العالم، منها 60بالمائة بالشرق الأوسط، فيما توجد أضخم محطة بالعالم في المملكة حيث تبلغ طاقة إنتاجها 128 ميجا جالون يومياً من المياه المحلاة , وربما قد لا يكفي هذا العدد في تغطية احتياجات المنطقة مستقبلا .
معالم المشكلة
وتقول سارة وودبريدج مديرة المعارض في «آي آي آر الشرق الأوسط» وهي الشركة المنظمة للمعرض السنوي لكهرباء الشرق الأوسط الذي سيتضمن للمرة الأولى في 2007 قسماً خاصاً بصناعة المياه تم استحداثه نتيجة للطلب الكثيف على الخبرة والتكنولوجيا الدولية، تقول «إن الدول العربية ستحتاج إلى استثمار مائة مليار دولار على تحلية المياه خلال العقد المقبل إذا ما واصل الطلب على المياه نموه وفقاً للمعدلات الحالية، وخاصة في منطقة الخليج».
وتضيف وودبريدج قائلة «إن بيانات الصناعة تظهر أن طلب المنطقة على المياه المحلاة ينمو بمتوسط سنوي يبلغ 6بالمائة، وهو ما يمثل ضعف المتوسط العالمي، وتستثمر حكومات المنطقة بالفعل ما يقدر بنحو عشرة مليارات دولار بمشروعات قائمة وجديدة لتعزيز طاقة إنتاج المياه. ولكن مع تزايد عدد السكان والتنوع الاقتصادي واسع المجال في مختلف دول منطقة الخليج، فإن الأمر يتطلب استثماراً إضافياً يبلغ نحو مائة مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة لتلبية الطلب المتزايد بسرعة على الماء».
وقبل النزاع الحالي، كانت سوريا ولبنان تمثلان الدولتين الوحيدتين في الشرق الأوسط اللتين تتمتعان بمعروض كافٍ من المياه، وذلك وفقاً لتصنيف الأمم المتحدة الخاص بمعايير التنمية. وفي ضوء تغير هذا الوضع مع الدمار الذي تعرضت له البنية التحتية اللبنانية، فإن هناك اتفاقاً كبيراً بأن كل دول المنطقة ستواجه نقصاً حاداً بالمياه قبل وقت طويل من حلول عام 2050 وأن تكنولوجيا تحلية المياه هي الوحيدة الكفيلة بتعويض هذا النقص.
دبي
ذكر تقرير نشر في دبي أن النقص الوشيك لمصادر المياه في الإمارة قد تفاقم نتيجة لازدهار المشروعات العقارية، حيث تستحوذ مشروعات البناء الجديدة على حصة أكبر من مصادر المياه. وهذا يمثل جرس إنذار نظراً لأن المنطقة تعد بالفعل أكثر المناطق القاحلة في العالم. ويظل الخليج أكبر سوق لمحطات تحلية المياه في العالم، وتدرس البلديات المحلية سبل مضاعفة الطاقة الحالية لتلبية الطلب بالمنطقة.
كما ذكرت دراسة حديثة أعدها أحمد علي عبد الله مراد وهند النعيمي من قسم الجيولوجيا بكلية علوم جامعة الإمارات «إن ندرة الثروة المائية في دبي لا تحتاج إلى دليل. وتشعر دبي بالقلق تجاه توفير المياه الكافية لكل شخص يقيم في الإمارة، كما أن هناك قلقاً بالغاً إزاء كيفية توفير الكمية المناسبة من المياه لأنشطتها الاقتصادية التي تشهد توسعات سريعة الإيقاع».
ويتوقع المسؤولون في هيئة كهرباء ومياه دبي أن يصل الطلب على المياه إلى 341 مليون جالون يومياً والطلب على الكهرباء إلى 8513 ميجا وات يومياً وذلك بحلول عام 2011.
ويؤدي المناخ الجاف في دبي، حيث نادراً ما تتساقط الأمطار، إلى تقليص مصادر المياه التقليدية، وتظهر دراسات حديثة أن درجات الحرارة تشهد ارتفاعاً عاماً بعد عام. ففي أغسطس 2005 وصلت درجات الحرارة في دبي إلى 47,3 درجة، وهو ما يمثل أعلى درجة حرارة تشهدها المدينة منذ ست سنوات. وقد ارتفع الطلب على المياه في دبي خلال الذروة في فصل الصيف بمعدل 10بالمائة ليصل إلى 184 مليون جالون يومياً في عام 2004. ومع ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 40 درجة مئوية خلال ستة أشهر على الأقل من العام، فإن خطر عدم توفر مياه أو كهرباء في المنازل أو أماكن العمل هي مسألة تدعو للقلق البالغ، وبالتالي تمثل إحدى أكبر الأولويات بالنسبة للحكومات في مختلف أنحاء المنطقة.
وتركز أساليب مبتكرة أخرى على «البنايات الخضراء»، وقد أدى هذا التوجه إلى تأسيس مجلس المباني الخضراء في الإمارات الذي يعتبر جزءاً من المجلس العالمي للمباني الخضراء، الذي يحظى بسلطة تفويضية بجعل المباني «خضراء» في جميع أنحاء العالم. ويضم المجلس في عضويته 10 دول منها الولايات المتحدة، كندا، تايوان، المكسيك، إسبانيا، البرازيل، أستراليا، الهند، ودولة الإمارات التي انضمت إليه حديثاً.
وتُعتبر محطة التبريد بمدينة وافي بدبي أول مبنى في الشرق الأوسط يحصل على شهادة هيئة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي، المعروفة اختصاراً باسم (LEED). وهذا يعني أن تصنيف المبنى يقوم على أساس نظام (LEED) الذي يضع تقييماً للأداء والأهداف على أساس معايير الصناعة التي طورها مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة. وقد دخلت بالفعل المرحلة الأولى من المشروع حيز التنفيذ ، وذلك مع تشغيل محطة تبريد مركزية تبلغ طاقتها 8100 طن. ويشتمل المشروع برمته على ما يتراوح بين خمس أو ست مراحل مختلفة، وسيوفر ما يصل أجماليه إلى 20 ألف طن من طاقة التبريد اللازمة لفندق رافلز الجديد، وللمنشآت الحالية لمدينة وافي. وسوف تنخفض تكاليف طاقة أجهزة تكييف الهواء في مدينة وافي بنسبة تبلغ نحو 40بالمائة عندما يبدأ تشغيل محطة التبريد الجديدة، التي تمثل قفزة هائلة بمجال الحفاظ على الطاقة.
عمان
وتقوم سلطنة عُمان في الوقت الحالي بتوفير 61بالمائة سنوياً من المياه للبنايات السكنية من خلال تحلية المياه، ويقول قصي قطيشات مدير مركز أبحاث الشرق الأوسط لتحلية المياه، والذي يوجد مقره في سلطنة عُمان، إنه من الضروري التوصل لطرق جديدة لجعل عملية تحلية المياه أقل تكلفة.
وأضاف «اعتقد أن تحلية المياه هي أهم وسيلة تكنولوجية لزيادة المعروض المائي بالمنطقة، لكن هناك إجراءات أخرى ضرورية مثل إعادة تدوير المياه وتخفيض معدل الاستهلاك، خاصة أن الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تشهد أعلى معدلات استهلاك للفرد بالمقارنة مع أي مكان آخر بالعالم».
قطر
وفيما يتعلق بالمشروعات الكبيرة التي يتم تنفيذها في الوقت الحالي، فقد وقعت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) اتفاقية جديدة بقيمة 485,5 مليون دولار لشراء 567 ميجاوات كهرباء و29,1 مليون جالون من المياه المحلاة لمدة 25 سنة مع شركة الكهرباء والماء القطرية من محطة رأس أبو فنطاس ب/2 والتي من المتوقع أن تدخل الخدمة خلال عام 2007 وذلك لمواكبة تزايد الطلب على الكهرباء والماء في قطر. وهذه الصفقةً ترسي أساساً جديداً لتمويل المشروعات حيث إنها تسجل أطول فترة قرض بالنسبة لأي صفقة يبرمها قطاع الكهرباء والمياه في الشرق الأوسط.
الاردن
وحدد مؤخراً وزير البيئة الأردني خالد الإيراني التزام الحكومة بالاستفادة من الطاقة المتجددة، قائلاً إن الحكومة جادة في زيادة استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في ضوء تزايد الأسعار الدولية للنفط. وقال «إن الحكومة تؤيد كل الجهود الرامية إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة لأن الطاقة المتجددة لن تؤدي فقط إلى تخفيض فاتورة الطاقة، لكنها ستعني أيضاً الاعتماد على مصدر نظيف وصديق للبيئة».
وتستخدم 20بالمائة من المنازل في الأردن الآن أجهزة تدفئة المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة بشكل كبير نتيجة للأسعار الدولية المرتفعة للنفط. ويتم في الوقت الحالي إعداد دراسات فنية حول مشروع آخر في المملكة العربية السعودية، سيتم تنفيذه في غضون العامين القادمين، سيؤدي إلى إنشاء محطة للطاقة الشمسية في إطار مشروع أيلا بالعقبة الذي سيولد الكهرباء اللازمة لتحلية المياه وتكييف الهواء. وهناك أكثر من 30 محطة لضخ المياه تستخدم الطاقة الشمسية في الصحراء، كما أن هناك أيضاً محطات تستخدم طاقة الرياح لضخ المياه.
ويقام معرض كهرباء الشرق الأوسط، الذي يعتبر الحدث الأبرز والأعرق بالشرق الأوسط المتخصص بمجال صناعة الطاقة العالمية، بمركز دبي الدولي للمعارض خلال الفترة من 11-14 فبراير 2007. ويغطي الحدث بصورة شاملة كافة جوانب صناعة الطاقة، ويضم أقساماً خاصة للغاز وتوليد الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة والإضاءة، وهو ما يعزز من مكانته الدولية كقوة دافعة لصناعة الطاقة في الشرق الأوسط.
مواقع النشر (المفضلة)