أن مفهوم كفاءة السوق هو سرعة الاستجابة للمعلومات المنشورة عن الورقة المالية وعن السوق ككل، فعندما تنشر معلومة، فإن الأخبار الجيدة أو السيئة التي تحملها تلك المعلومة تنتشر بسرعة وتنعكس بصورة فورية في أسعار الورقة أو الأوراق المالية التي ترتبط بهذه المعلومة.
وتعني كفاءة السوق أن سعر الورقة المالية المتداولة في تلك السوق في تاريخ معين يعكس المعلومات المتاحة عن تلك الورقة حتى هذا التاريخ، وأن أي معلومات جديدة عن هذه الورقة ستنعكس وبصورة فورية على السعر فور إتاحة هذه المعلومات للمتعاملين في السوق. وهذا يعني أن أي معلومة جديدة سيتم تحليلها في ضوء القيمة الحالية للسعر وينعكس أثرها على السعر في شكل تغيرات موجبة أو سالبة حسب أثر تلك المعلومة في القيمة الحقيقية للسهم. ويوضح باحثو المحاسبة والمالية أن الاستجابة الفورية للمعلومات بتعديل أسعار الأسهم صعودا أو هبوطا إنما تعني ثلاثة أمور في غاية الأهمية:
الأمر الأول: أنه في ظل كفاءة السوق تقترب القيمة السوقية للورقة المالية من القيمة الحقيقية لها وفق المعلومات المتاحة عن تلك الورقة. أي أن القيمة السوقية للورقة المالية في تاريخ معين هي دالة في المعلومات المتاحة عنها في السوق.
الأمر الثاني: أن المعلومات التي وصلت إلى السوق في الماضي ليس لها تأثير حالي في سعر الورقة المالية، فعلى سبيل المثال فإن سعر الورقة المالية في يوم 10 من الشهر لا يتأثر كثيرا بمعلومة قد تسلمتها السوق واستوعبتها قبل هذا التاريخ. فالأساس هنا أن تكون السوق قد تسلمت المعلومة واستوعبتها جيدا وتعاملت معها بإحداث تغيرات في سعر الورقة المالية بصورة فورية. ومع هذا فمن الممكن أن يكون نشر المعلومة قد تم في يوم 8 أو 9 من الشهر نفسه وتجاوبت السوق معها بصورة فورية ولكن لم تستوعب الأثر الحقيقى للمعلومة ومن ثم تعاود السوق تعديل الأسعار في يوم 10 وربما يستمر ذلك لفترة معينة. وترجع هذه المشكلة إلى إفراط المتعاملين في الاعتماد على معلومات معينة أكثر من أثرها الحقيقي في سعر الورقة المالية.
الأمر الثالث: أن المعلومات تصل إلى المتعاملين كافة في وقت واحد وأن قدراتهم على التحليل متقاربة الأمر الذي يعني عدم قدرة أي منهم على تحقيق عوائد غير عادية بناء على معلومات خاصة. وهنا فإن من الضروري التأكيد أن المعلومات الخاصة Insider Information تأخذ إحدى الصورتين التاليين: الحصول على المعلومات قبل باقي المتعاملين، أو فهم الأثر الحقيقي للمعلومة أكثر من الآخرين. أما فيما يتعلق بالعوائد غير العادية فهي تلك العوائد التي يحققها البعض على حساب البعض الآخر، أي أن ما يحققه متعامل معين يكون على حساب متعامل آخر وذلك بسبب المعلومات الخاصة التي تتوافر للمتعامل الأول ولم تتوافر للمتعامل الثاني.
المصدر : التحليل المالي : نظرة محاسبية ، تأليف : الدكتور محمد بن سلطان السهلي ، الناشر : الجمعية السعودية للمحاسبة
:
مواقع النشر (المفضلة)