المستثمرون يترقبون نتائج أرباح الشركات وإعلان ميزانية الدولة
الأسهم تتراجع 5% في أسبوع والسيولة تهوي إلى 43.3 مليار ريال
أبها: محمود مشارقة
شهدت سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع الجاري تقلبات حادة هبطت بالمؤشر العام 5% متأثرا بالمضاربات السريعة وجنوح المستثمرين للبيع.
واقفل المؤشر على 7906 نقاط فاقدا 418 نقطة، فيما كان الأحد الماضي أسوأ يوم لتداولات الأسبوع عندما وصل المؤشر إلى أدنى مستوى إغلاق له منذ عامين ببلوغه 7666 نقطة.
وجرى تداول 1.1 مليار سهم عبر 1.2 مليون صفقة في أسبوع، حيث طال الارتفاع أسعار أسهم 4 شركات فقط هي الكابلات والخزف والتصنيع وأسمنت ينبع بنسبة 8.14 %،1.67 %، 1.5%، 1.03% على التوالي. فيما تراجعت أسهم 77 شركة واستقرت أسهم 3 شركات دون تغيير.
وألقى هبوط السوق هذا الأسبوع بظلاله بشكل رئيسي على أسعار أسهم الشركات الصغيرة مقابل تراجع بنسبة أقل للأسهم القيادية ذات العوائد.
وسجل سهم تهامة أعلى نسبة هبوط بلغت 31.3 % وتلاه الباحة المتراجع 31.2 % ثم الغذائية 30.2 % والمتطورة 27.49% والصادرات 27.27 %.
وقاد سهم الباحة التداولات حسب الكمية والقيمة بتنفيذ 80.1 مليون سهم للشركة في أسبوع بقيمة 2.8 مليار ريال.
وذكر مركز بخيت للاستشارات في تقريره الأسبوعي أنه رغم هبوط أسعار أسهم الشركات الصغرى الخاسرة، التي فقد العديد منها ما يزيد عن 60 و70% من قيمتها السوقية إلا أنها مازالت تعكس قيمة أكبر من قيمتها العادلة حيث إن بعض هذه الشركات وصلت القيمة الدفترية لأسهمها أقل من القيمة الاسمية مما يعني تآكل رأس المال بسبب الخسائر المتراكمة.
وتشير إحصائيات ذكرتها شركة رسملة للاستثمار هذا الأسبوع أن مكررات الربحية للأسهم السعودية وصلت إلى 16 مكررا في نوفمبر الماضي، فيما ذكرت تقارير أخرى أن مضاعف الربحية لبعض الأسهم السعودية وصل إلى 12 مضاعفا مما يعني أن الأسهم باتت مغرية للشراء وليس البيع.
فيما توقع تقرير مصرفي أن يتوقف نزيف النقاط للأسهم السعودية والخليجية في تعاملات العام المقبل.
من جانبه أكد الشريك المدير في شركة إثمار كابيتال فيصل بالهول في تصريح لـ "الوطن" على هامش مؤتمر بدبي أن الاستثمار في الأسهم الخليجية يحتاج حاليا إلى معرفة عميقة بالأسواق التي تواجه التذبذب.
ويرى بالهول الذي تعمل شركته في الاستثمار في الشركات الخليجية أن هبوط أسعار الأسهم سينعكس إيجابيا على نشاط شركة إثمار في تملك حصص في الشركات السعودية والخليجية لكنه قال إن أسهم بعض الشركات السعودية لم تصل إلى مستويات مغرية للشراء بعد.
وبإغلاق الأسبوع الجاري يكون المؤشر تراجع منذ بداية العام الجاري 53%
ويتوقع أن تواصل السوق تذبذبها خلال الأسبوع الجاري ولكن في نطاق ضيق مع ترقب المستثمرين لنتائج أرباح الشركات للعام الجاري 2006 التي ستصدر بعد أقل من شهر من الآن.
كما يتوقع أن تنعكس أرقام الميزانية الجديدة للسعودية والتي ستعلن خلال أيام على نفسيات المتعاملين وخصوصا بعض القطاعات التي تشهد مزيدا من الإنفاق التوسعي في الميزانية.
إلزام الشركات المساهمة بالحوكمة ومعايير لعلاوات الإصدار
خبراء يطالبون بآليات لضبط سوق الأسهم والحد من المضاربات العشوائية
الرياض: خالد الغربي، محمد الحليلي
طالب خبراء متخصصون في المحاسبة القانونية بسرعة استكمال القواعد اللازمة لضبط آليات سوق الأسهم السعودية والحد من المضاربات العشوائية, وتشجيع صغار المستثمرين على استثمار مدخراتهم من خلال المؤسسات الاستثمارية وتنمية الوعي الاستثماري طويل الأجل لدى كافة المستثمرين.
وأوصى المشاركون في ندوة سبل تطوير المحاسبة في السعودية التي اختتمت أعمالها في الرياض الشركات المساهمة بالنشر الإلكتروني وإيجاد مواقع لها على الشبكة العنكبوتية مع التحديث المستمر للمعلومات فيها, وتحسين وسائل الاتصالات بين الشركات والمستثمرين من خلال قنوات رسمية وإلزامها بنشر كافة المعلومات ذات الطبيعة الهامة والتي من المنتظر أن يكون لها أثر هام على أداء الشركة وكافة المتعاملين في آن واحد.
ودعا المشاركون في الندوة إلى إلزام الشركات المقيدة في السوق المالية بمبادئ حوكمة الشركات والعمل على تحديث هذه المبادئ بصفة مستمرة ومراعاة توحيدها بين الأسواق العربية, وتشجيع الشركات غير المقيدة بالسوق المالية على البدء بتطبيقها.
وبخصوص طرح أسهم الشركات لأول مرة, أكدوا على دعم وتفعيل ضوابط الطرح مع ضرورة المراجعة المتأنية والمتخصصة لعمليات التقييم وتحديد علاوة إصدار الأسهم من خلال لجان من الخبراء والمختصين تشكل لهذا الغرض من قبل هيئة سوق المال.
وطالب المختصون في اختتام الندوة, بإنشاء مجلس إشراف لمهنة المحاسبة والمراجعة ومراقبة تطبيق النظم ذات العلاقة, بالإضافة إلى مراقبة علاقة مكاتب المحاسبة بالشركات المساهمة وذلك لصيانة استقلال المراجع والعمل على حماية المستثمرين.
وأكدوا على ضرورة إنشاء قاعدة بيانات تاريخية للمعلومات المحاسبية مبوبة ومرمزة على غرار قاعدة بيانات الشركات الأمريكية على أن يراعى فيها الوضوح وسهولة الفهم والاستخدام.
وأوصوا في الندوة باستكمال منظومة معايير ومفاهيم المحاسبة والمراجعة وتحديثها بصورة مستمرة بما يتفق مع المتغيرات البيئية والمتطلبات العالمية, وتفعيل آليات التحقيق من كفاية العرض والإفصاح ونشر القوائم المالية في التوقيت الملائم وعن طريق أكثر من مصدر لنقل المعلومات والتأكد من التزام الشركات بالمعايير المحاسبية.
وأكدوا على ضرورة التعاون بين هيئات السوق المالية العربية والدولية وربط الأسواق العربية خصوصا الخليجية منها بعضها ببعض, إضافة إلى زيادة موارد الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين كي تؤدي دورها تجاه المجتمع وتحسين مناخ سوق المال، ودراسة أثر قرارات التمويل للمستثمرين والمضاربين في استقرار ونمو سوق المال.
مواقع النشر (المفضلة)