كبسولة اقتصادية
مخاطر الأسهم... ما مدى تطبيق نظرية الاحتمالات؟
عبدالعزيز حمود الصعيدي
بدأ شخص انطلاقته من نقطة (أ) إلى نقطة (ب) في خط مستقيم، ودون أن يحيد عن الطريق، هذا الشخص سيصل إلى النقطة (ب) خلال وقت معين، وهذا الوقت المعين يتوقف على السرعة التي يسير بها إذا كان راجلا، أو سرعة وسيلة المواصلات التي يستخدمها، وأما الوصول إلى نقطة النهاية فهو تحصيل حاصل، بل حتمي، ما دام هذا الشخص على قيد الحياة.
كذلك عند قذف عملة نقدية في الهواء؛ والتي عادة ما تتألف من وجهين، أحدهما يحمل صورة والآخر منقوش، أي عليه كتابة، فاحتمال أن تقع العملة على الأرض ويكون الوجه الأعلى منقوشا أو يحمل صورة هو 50في المائة، ولكن لو أضفنا عملة أخرى إلى العملة الأولى، وقذفنا بهما إلى أعلى لأصبحت المحصلة واحدا من ثلاثة احتمالات، هي على النحو التالي: نقش ووجه، أو نقشان، أو وجهان، واحتمال حدوث أي حالة هي 25في المائة.
وأما الأكثر توضيحا لنظرية الاحتمالات المبنية على نظرية الألعاب، Games theory، فهي شدة اللعب، والتي عادة ما تتألف من 52ورقة، منها 26باللون الأسود ومثلها باللون الأحمر، تشتمل على 12صورة، ست منها باللون الأحمر، وست باللون الأسود، من هذه الصور أربعة ملوك، أربع ملكات، وأربعة غلمان.
احتمال سحب أي ورقة باللون الأسود أو الأحمر هو 50في المائة، واحتمال سحب أي صورة هو 23.08في المائة، بينما احتمال سحب صورة باللون الأحمر مثلا يتقلص إلى 11.54في المائة، بينما احتمال سحب غلام الهارتس، (الهاص) باللغة الدارجة)، فهو 1.92في المائة.
الملاحظ أننا كلما وضعنا شروطا أكثر وضيقنا ضوابط الاختيار، كلما انخفضت تبعا لذلك نسبة تحقيق الطلب، أو إتمام الحدث، وهذا بدوره ينطبق على أي نشاط أو استثمار مهما كان، وسوق الأسهم ليس حالة استثنائية.
فكلما كنا حريصين على شراء الأسهم بأقل سعر ممكن، مثلا قريبا من أقل سعر وصل إليه السهم خلال العام، كلما كانت نسبة المخاطر التي نتعرض لها أقل، ويمكن تحقيق ذلك بفهم أبجديات نظرية الاحتمالات والألعاب التي تطرقت إليها بشكل بسيط آنفا، وسأبسط تطبيقها للقارئ العادي على الأسهم كما يلي:
في حال قرر شخص الاستثمار في شركة معينة، وكان سعر سهمها قد تراوح خلال عام بين 45و 110ريالات، وكان سعر السهم عند اتخاذ القرار يبلغ 109ريالات، يستحسن إعداد جدولا يوضح المرات التي ظل فيها نطاق السعر بين 45ريالا و 50ريالا، بين 50.25و60، بين 60.25و 70وهكذا، وسينتج عن ذلك ما يشبه الجدول المرافق رقم (1).
يتبين لنا من الجدول أن احتمال تنفيذ طلب شراء على السهم بسعر 47ريالا هو 2.07في المائة، وبسعر 55ريالا بنسبة 6.50في المائة، ولكن احتمال تنفيذ السهم بسعر 85ريالا فهو بنسبة 40.83في المائة، وأما من يرغب شراء السهم بأي وسيلة وبأي سعر، لأسباب لعل من أبرزها: تغطية مركز مكشوف، تعويض كمية مباعة، أو نتيجة توصية مستشار ثقة، عليه وضع أمر شراء بسعر 107ريالات، أو بسعر السوق Market، وسوف يحصل على السهم في الأحوال العادية بالسعر المطلوب على مدى أسبوع أو شهر على الأكثر، وأما بسعر السوق فسوق ينفذ له طلب الشراء فورا.
نظرية الألعاب Games Theory وكذلك الاحتمالات تنطبق على أي نشاط في الأحوال العادية، وعند تطبيقها على الأسهم تكون الأحوال العادية، تلك التي لا يكون فيها أخبار سلبية سيئة للغاية، انهيار في السوق لا قدر الله، أو أن تكون هناك أخبار إيجابية قوية مثل منحة سهم أو تحقيق أرباح فلكية من شأنها أن تحلق بسعر السهم بالنسبة القصوى.
من هذه العجالة ومن الجدول أدناه، فإن احتمال، حصولنا على السهم تتقلص كلما رغبنا الحصول عليه بسعر يقترب من أدنى سعر له خلال العام، ونتيجة لذلك يتقلص معدل المخاطر التي تتعرض لها استثماراتنا، ما يعني أننا كلما كنا حريصين على الحصول على السهم بأقل سعر ممكن، كلما كانت فرصة حصولنا عليه أقل، وهذه هي الوسيلة الآمنة للشراء وتقليص معدل المخاطر.للتواصل
مواقع النشر (المفضلة)