أسواق المال دائما يختلف فيها المتداولين بين من مؤيد للتحليل الفني والأساسي وبين متابعة الأخبار ولكل من هذين الأمرين متابعة ومؤيد ومعارض فأصحاب الأخبار لا يعترفون أبدا بالتحليل و وكذلك أهل التحليل الفني لا يعتبرون بأخبار ويقولون إنها مجرد تحصيل حاصل والسوق يمشي وفق المؤشرات وهناك فئة لا تؤمن بهذا ولا بذلك أنما تؤمن بأشخاص معينين إذا قالوا اشتري السهم الفلاني اشتروا وإذا قالوا بيع باعوا دون حتى أن يعرفوا لماذا هم اشتروا أصلا ولماذا باعوا أصلا وفي الأصل هم منفذون لآراء غيرهم وأغلب هؤلاء مستغلون من قبل المحركين الرئيسين لهم لأهداف خاص بصحاب التوصية ، وإذا أردنا دراسة سوقنا العزيز الفاشل نجد أن الغالبية العظمى في السوق هم من المنفذين !!! وللأسف تجد هؤلاء المنفذين يملكون سيولة عالية مما يسبب في تغير حركت السوق نجد مثلا أن يخرج أحد الذين لهم مكانه لدى المنفذين ويقول اليوم خروج من السوق نجد أن السوق يهبط بشكل مفجع وإذا خرج وقال أشتروا السوق ارتفع !!! وفي الجانب الآخر أصحاب التحليل الذي يرهقون أنفسهم لدراسة شارت معين وبعد عناء و جهد يقول الأخ المحلل السهم الفلاني سوف يرتفع حتى إن ارتفع فتجد الناس بمجرد تراجع السهم قليلا اسقطوا عليه جم غضبهم وأنه قتل لهم قتيل رغم أنه مجتهد بأدوات الاجتهاد في مجال التحليل تم يأتي من يقول سوقنا سوق عشوائي ولا ينطبق عليه التحليل .
ومن منطق البحث العلمي نقول :
أسواق المحرك الرئيسي لها السيولة متى توفرت هذه السيولة تحرك السوق فوقها وهنا لابد من معرفة أين تكمن هذه السيولة وفي يد من والناظر لسوقنا العزيز الفاشل أن مقدار السيولة الفردية تزيد عن معدل السيولة الموجود لدى المؤسسات المالية وهذه ظاهر تعتبر خطيرة جدا ورغم خطورتها إلا أنها مبرر وذلك لفشل المؤسسات المالية من إدارة هذه الأموال بطريقة الاحترافية وكذلك ظهور انتشار المؤسسات المالية لتوظيف الأموال مثل سوا والمساهمات العقارية والبورصة العالمية وما جعل هناك زعزعت الثقة في الأنظمة التجارية و أنظمة التحكيم القانونية ولهذه الأسباب ظهرت ما يسمى القروبات وهي مجموعات تملك رؤؤس أموال متوسطة تنظم بعضها لبعض من خلال فكر واحد وكل واحد لدية محفظة وهو مجرد منفذ لها !!
ونجحت هذه القروبات بتحقيق أرباح خيالية في وقت زمني قصير مما تخيل لهم أنهم بذلك هم يحققون أرباح ولكن لم يفكروا على حساب من هذه الأرباح وللأسف كانت على حساب الكثير ممن تورطوا في هذا القروبات وأيضا على حساب الاقتصاد الوطني !!!
وفي الجانب الآخر ظهر المحللين الذي لا يملكون الخبر الكافية حيث أن أسواق المال في داخل الخليج لم تظهر بشكل كبير وتصبح بارزه سوى من خمس سنوات تقريبا ومنذ ظهرت وأصبح لديها صبغه شرعية انتشرت كثيرا مع انتشارها ظهر المحللين الذين بالكثير نقول عنهم أنهم ليسوا أهل خبرة كافية ولا حتى على علم ودراية عملية حقيقية .. ولأسف عندما تجد بعض المحللين الذين نراهم الإعلام وهم لا يكادوا أن يتعدوا 25 عاما وتجد تحت اسمه الخبير أو المحلل العالمي متى وصل للعالمية وهو ابن 25 عاما يأتي من يقولوا العمر ليس مقياس أقول نعم ولكن تظل لخبرة لها دورها في أسواق المال !!
أنواع المحللين :
قبل سنتين تقريبا لم يكن احد يعرف عن موجات الليوت إلا القليل وعندما أقول القليل يعني أشخاص يتعدون على الأصابع الآن خرج لنا العشرات بالمئات الذي أصبحوا خبراء في الليوت بشهادات معتمده في ظل تطور صناعة التحليل في داخل المملكة وهذا يرجع بالفائدة على السوق المالي بحيث إذا تعلم الكثير عن التحليل يبدأ السوق يأخذ انطباع المحللين وبذلك نستطيع أن نقول هذا تحسن جزئي في السوق بدل من السيولة السائبه التي لا تعلم أين تذهب .
ومع اختلاف مدارس التحليل بين النظريات العلمية الحديثة و التعامل العشوائي نستطيع أن نقول أن دراسة السلوك للسوق يأتي من خلال المؤشرات الفنية التي تدرس تحرك هذه الزخم من خلال التعاملات اليومية أو اللحظية ونجد أن من يتابع السوق من خلال التعامل اللحظي يستطيع قراءة السوق بشكل أو ممن يقرأءة السوق بالتعامل اليومي والشهري وهذه وجهة نظري الخاصة الغير ملزمة لأحد وبالتالي لابد من معرفة المؤشرات التي نستطيع من خلالها مراقبة السوق اللحظة بخلاف بعض أدوات التحليل التي لا تستطيع قراءة السوق اللحظي !!
ويظل الصراع بين الفئتين قائم بين أهل النظريات التطبيقية وبين صناع السلوك وهنا أقول صناع السلوك وليس صناع السوق !!!
الدكتور / صديق البلوشي
مواقع النشر (المفضلة)