مؤشر سوق الأسهم يلامس حاجز 17 ألف نقطة
نهاية أطول وأقسى عملية تصحيح في تاريخ سوق الأسهم السعودية
- طارق الماضي من الرياض - 09/03/1427هـ
مع صعوبات في بداية الأسبوع نتج عنها تذبذبات ذات نطاقات عالية انتهت على إغلاق السوق في أول أيام الأسبوع على خسارة نحو 428 نقطة، يظل ذلك طبيعيا في ضوء بدء تفعيل التنظيمات الجديدة للسوق، حيث إن تلك التغيرات ذات تأثير كبير على التداولات من حيث الكميات والنطاقات السعرية والتذبذبات اليومية للأسهم، لذلك كان من الطبيعي أن يكون لذلك تأثير قوي على معظم قطاعات السوق نتيجة إعادة الكثير من المتداولين ترتيب محافظهم والاستراتيجية الاستثمارية لهم كذلك المضاربة بناء على تلك التغيرات في التنظيمات في تداولات السوق، لذلك ومنذ اليوم التالي نجد تعويضا كاملا لجميع خسائر اليوم الأول، بل تحقيق مكاسب جديدة ليتواصل الأداء الإيجابي في الأيام التالية ولكن بشكل أكثر حذرا مع اقتراب المؤشر من مستوى 17 ألف نقطة الذي كان من أصعب نقطا المقاومة التي اجتازها المؤشر قبل فترة التصحيح السابقة، وفعلا يتم موجه السوق والمؤشر عند ذلك المستوى تحديدا وفي اليوم الأخير بضغوط بيع قوية تسبب سلسلة من التذبذبات والارتدادات العنيفة على السوق، ورغم الدعم الواضح من قطاعات السوق القيادية للمؤشر خلال آخر أيام الأسبوع إلا أن ذلك لم يمنع من إقفال السوق بشكل سلبي لذلك اليوم . على مستوى إجمالي الكميات والقيمة المنفذة في السوق سوف نجد أن تغير إجمالي القيمة والكميات، وذلك من خلال ارتفاع واضح يدل على وضع صحي للسوق بنهاية عملية التصحيح منذ مطلع الأسبوع وأن جميع التغيرات والتذبذبات العالية هي مجرد انعكاسات طبيعة لمجريات التداول اليومية في السوق، ولعل من العوامل الأخرى هو التوازن الواضح في الأداء ما بين شركات وقطاعات السوق، وبعد أن كانت القطاعات التي شملتها التجزئة في المرحلة الأول تسجل نتائج إيجابية في مطلع الأسبوع نجد أن ذلك تغير بشكل عكسي تماما خلال آخر الأسبوع حيث تحاول السوق الأداء الإيجابي ليكون أكثر وضوحا على القطاعات القيادية خاصة القطاعات التي سوف تشمل بالمرحلة الثانية من التجزئة. هنا سوف يكون حاجز الـ 17 ألف نقطة اختبارا حقيقيا للمؤشر خلال الأسبوع المقبل خاصة بعد المصاعب الواضحة للمؤشر خلال يوم الأربعاء عند محاولة اجتياز المؤشر ذلك الحاجز، ولعل اجتياز مستوى المقاومة المذكور سوف يكون من خلال التحرك على بعض القطاعات القيادية الخاضعة للتجزئة خلال الأسبوع المقبل.
برغم غياب معظم أدوات التحليل خلال فترة التصحيح أصبح من الواضح وبشكل قوي جداً أن مراقبة وتحليل الكميات من حيث الحجم وطبيعة انتقال السيولة بين قطاعات السوق، يعطي مؤشرات قوية على اتجاه السوق إن إيجاباً أو سلباً. نكتشف ذلك بسهولة من خلال انخفاض إجمالي الكميات المنفذة بشكل حاد خلال فترة التصحيح لتستجيب تلك الكميات إلى أي مؤشر إيجابي وتعود للارتفاع بشكل واضح، ساعد مراقبة الكميات أيضاً على تحديد أي شركات السوق أقوى وأكثر رغبة لدي معظم المتداولين وذلك من خلال اندفاعات قوية للشراء على تلك الشركات بعض الشركات الأخرى التي تستجيب بشكل متأخر نسبي، مراقبة الكميات خلال يوم السبت الماضي دلت أيضاً على عملية انتقال قوية للسيولة من قطاعات إلى أخرى في محاولة للاستفادة من عمليات التجزئة على قطاعات دون قطاعات خلال هذه الفترة، وأخيراً من عوامل انتهاء التصحيح بالاتجاه القوي الذي كان سائدا خلال الفترات الماضية، عودة إجمالي الكميات إلى الارتفاع على معظم شركات وقطاعات السوق باستثناء قطاعات الخدمات والزراعة وإلى حد ما الصناعة. اجتازت جميع قطاعات السوق الخسائر مقارنة بنتائج مطلع العام الحالي، لا بل حققت بعض المكاسب بالمقارنة بنفس الفترة، ولعل اكتمال مراحل عملية التجزئة سوف يكون معيارا حقيقيا وفاصلا في اتجاه السوق خلال الفترة المقبلة.
مواقع النشر (المفضلة)