صعود طفيف للأسهم السعودية في مسار ممتع لمحافظ المضاربة الخاطفة
المؤشر يكسب أكثر من 53 نقطة
الشرق الأوسط .. جدة: محمد الشمري
أنهت سوق الأسهم السعودية، أمس، واحدة من أكثر التداولات إمتاعا بالنسبة للعاملين وفق استراتيجية المضاربات الخاطفة، لكنها ظلت على وتيرتها المقلقة للمستثمرين وفق استراتيجية قصيرة المدى، على الرغم من ارتفاع المؤشر العام بشكل طفيف، كاسبا 53.34 نقطة، بما يعادل 0.52 في المائة، صعودا إلى 10226.62 نقطة.
وواصل المؤشر العام مساره الأفقي، بالتزامن مع تسجيل أسعار عدد من الأسهم متوسطة القيمة وما دونها، فروقا سعرية جيدة لصالح المضاربين، لدرجة تسجيل مكاسب تراوحت بين 4 في المائة و10 في المائة، فيما جاءت حركة أسهم العوائد ضيقة بفروقات لا تكاد تذكر، سواء في الصعود أو التراجع.
وأكدت تعاملات السوق، أمس، استمرار الرغبة في انتظار القوائم المالية للشركات المساهمة عن أعمال الربع الثاني من العام الحالي، وذلك قبل اختيار المسار المناسب، وهو ما يفسر استمرار المؤشر العام داخل ظاهرة الوتد الذي قاعه عشرة آلاف نقطة، وسقفه 12 ألف نقطة.
وستكون أولى بوادر خروج المؤشر العام من ظاهرة الوتد تتمثل في تسجيل قيمة تتجاوز 11520 نقطة، صعودا باتجاه السقف الأعلى، أو التراجع دون مستوى 1074 نقطة لكسر القاع التي يأمل أهل السوق بعدم حدوثها.
ويأتي ذلك على الرغم من أن هناك من يرى أن كسر الدعم الأولي لا يمثل أهمية كبرى، وأن المشكلة الحقيقية تتمثل في كسر الدعم الثاني المحدد عند مستوى 9980 نقطة، فيما يعتبر كسر المقاومة الأولى المحددة عند مستوى 10700 نقطة مدعاة للتفاؤل ومن ثم التوجه لكسر المقاومة التالية قبل تجاوز نفق وتد طال مساره.
وحسب قراءة الوضع العام لأسواق المنطقة، فإن حالة التذبذب في المسار الصفري تفرضها أيضا تداعيات سياسية ناتجة عن التطورات الأخيرة، وبخاصة ما يتعلق بملف إيران النووي.
والمعروف أن سوق المال السعودية لا تعمل بمنأى عن التداعيات السياسية المحيطة، فضلا عن التداعيات الاقتصادية العالمية التي من أهمها آثار سعر الفائدة على الدولار الأميركي وأسعار النفط في البورصات العالمية.
المغيولي: السوق آمنة في مسار الوتد حتى نهاية الربع الثاني
* وفي هذا الخصوص، أوضح لـ «الشرق الأوسط»، الدكتور محمد المغيولي، أستاذ المحاسبة في جامعة الملك سعود، وخبير تعاملات البورصات الخليجية، أن المؤشر العام لا يزال آمنا بحماية ظاهرة الوتد.
وقال إن عدم الصعود، على الرغم من كونه مدعاة للقلق، إلا أنه أفضل من أي مسار آخر بخلاف مسار الصعود، مشيرا إلى أن المسار الأفقي الحالي سينتهي بمجرد ظهور ميزانيات الشركات بعد نحو شهر من الآن.
وذهب إلى أن القطاع المصرفي الذي يضغط حاليا على المؤشر العام بسبب توقع تراجع أرباح شركاته في نهاية أعمال الربع الثاني من العام الحالي، مرشح لمفاجأة السوق بنتائج جيدة لا تخلو من المنح المجانية، معتبرا أن مصرفين على الأقل قادران على المنح خلال الأشهر القريبة المقبلة.
السمان: المؤشر العام يقع تحت ضغط القطاع البنكي
* وعلى الطرف الآخر، أوضح لـ «الشرق الأوسط»، الدكتور أيمن السمان، وهو محلل لتعاملات سوق الأسهم السعودية، ويجيد قراءة مؤشراتها الفنية، أن مشكلة المؤشر العام تتمثل في وقوعه تحت ضغط القطاع البنكي.
وبين أن المسار الأفقي للسوق بدأ في أقل مستويات تذبذبه قياسا بالتعاملات اليومية السائدة في السوق السعودية، وهو ما يرشح انتظار أنباء لتغيير هذا المسار الذي ليس أمامه سوى خيارين، أولاهما كسر مقاومة عند مستوى 10700 نقطة، أو هدم مستوى دعم قوي عند مستوى 9980 نقطة للبحث عن قاع أخرى.
واعتبر أن المسار الحالي الذي يسير عليه المؤشر العام أعطى محافظ المضاربات الخاطفة فرصا ذهبية عز نظيرها، فيما رفع وتيرة القلق لدى المضاربين وفق استراتيجية بعيدة المدى، والمستثمرين وفق الاستراتيجية قريبة المدى.
الفاضل: مراقبة خيار العقل لمنع التعلق بمسار هابط
* في هذه الأثناء، أوضح لـ «الشرق الأوسط»، عبد العزيز الفاضل، أن الخروج من السوق ومراقبة أوضاعها خيار العقل، وذلك لضمان عدم التعلق بمسار هابط، خاصة للذين لا يؤمنون باستراتيجية المضاربة السريعة.
وقال إن السوق تحتاج حاليا للإبقاء على ما لا يقل عن 70 في المائة من السيولة خارج السوق، وذلك لاقتناص الفرص في حال العودة للمسار الصاعد، على اعتبار أن المسار الأفقي الذي تمر به السوق حاليا لم يلغ أصلا المسار الهابط منذ نهاية فبراير (شباط) الماضي.
دقاق: التحوط بسيولة خارج السوق ضرورة المرحلة
* واتفق مع رأي عبد العزيز الفاضل، الدكتور علي دقاق، وهو خبير في الاقتصاد ومحلل لتعاملات السوق، أن الإبقاء على سيولة لا تقل عن 50 في المائة خارج السوق ضرورة تفرضها المرحلة الحالية.
وبين أن ظروف السوق حاليا لا تسمح بدخول غير المحترفين، خاصة أن المسار الصفري بتعاملاته المملة مرشح للتمدد فترة أطول مما كان متوقعا له، معتبرا انتظار الصعود أفضل من التعلق بمسار مرشح للتراجع في أي وقت، خاصة في ظل الظروف المحيطة.
مواقع النشر (المفضلة)