رأي إقتصادي
رمضان وهيستيريا الشراء
د. محمد اليماني
تعاني كثير من الأسر خلال شهر رمضان من مشكلة يمكن تسميتها بهيستيريا الشراء، ويبدو هذا واضحاً من الازدحام الشديد في مراكز التسوق والانتظام في طوابير طويلة تمتد لعشرات الأمتار أمام المحاسبين. وأصبح الحديث عن سلبيات هذه الظاهرة تقليداً رمضانياً لا جديد فيه، لكن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة علمية حتى نصل إلى الحل السليم هو ما الدوافع والأسباب التي تجعل الناس يتصرفون بهذه الطريقة.
ترجع بعض الدراسات التي أجريت حول هذه الجزئية من هذه الظاهرة الدوافع والأسباب إلى ثلاثة عوامل رئيسة؛ الأول: المحاكاة والتقليد، والثاني: حصول الشخص على منفعة مباشرة من مزاولة هذه السلوكيات، والثالث: استصحاب عادات وأنماط استهلاكية من الماضي ينظر إليها على أنها جزء من الاستعدادات الواجب اتخاذها لاستقبال رمضان.
وتتجلى المحاكاة - حسب هذه الدراسات - في تأثير الأقارب والأصدقاء والزملاء عند حديثهم عن عاداتهم الشرائية في هذا الموسم، فيشعر الإنسان بأنه مقصّر ما لم يتصرف مثلهم. ويتعدى أثر المحاكاة والتقليد إلى التأثير على نوعية السلع التي يقرر الشخص شراءها، حيث وجد أن بعض من استطلعت آراؤهم أنه ربما ذهب إلى السوق ولديه قائمة محددة للطلبات وما إن يشاهد انكباب الناس على شراء سلع حتى يبادر إلى نفس الفعل مع عدم وجودها ضمن القائمة المعدة سلفاً، وفي حالات أخرى ربما اتخذ المشتري قراراً بزيادة الكميات المشتراة من سلعة معينة ليس بناءً على الحاجة وإنما لأنه شاهد آخرين يشترون كميات كبيرة منها.
وتوصلت هذه الدراسات أيضاً إلى أن كثيرين يتحصلون على منفعة من مجرد ممارسة هذه السلوكيات بغض النظر عن ما يشترونه، ولذا فإن السلع التي تشترى - لدى هؤلاء - ليست مقصودة لذاتها بالدرجة الأولى وإنما المقصود هو التصرف ذاته. وهذا النوع من الأشخاص يستمتع بزيارة الأسواق في كل وقت ويعدها طقساً من طقوس رمضان، وربما بالغ في شراء أنواع من السلع لا يرغبها أو زاد في كميات السلع التي يحتاجها. وفي النهاية تجد هذه المشتروات طريقها إلى صناديق القمامة.
أما السبب الثالث، فهو النظر إلى هذه الممارسات على أنها شيء أساس في الاستعداد لرمضان وبدونها يصبح رمضان مثل أي شهر عادي. ومرد هذا التصور إلى عادات تعوَّد عليها الشخص منذ صغره ولم يستطع التخلص منها.
ووجد لدى هذه الشريحة أن التغيّر في عدد أفراد الأسرة أو مستوى المعيشة عوامل غير مؤثّرة بشكل كبير في إمكانية حدوث تغيير في ممارساتها هذه.
إذ إن بعض أفرادها كان يعيش في أسر كبيرة أو ممتدة وبحكم حجم الأسرة الكبير يضطر ربها لشراء كميات كبيرة من المواد والسلع الاستهلاكية وخاصة في شهر رمضان، فما كان منهم إلا أن استصحبوا هذه الممارسات بعد أن كونوا أسراً صغيرة أو بعد أن انتقلوا إليها. ووجد أيضاً أن تدني مستوى الدخول فيما مضى لدى كثير من الأسر جعل أنواع الطعام محصورة في أصناف محدودة، وكان موسم رمضان والأعياد فرصة مناسبة لزيادة عدد الأصناف والتوسعة على الأسرة قدر المستطاع، لكن ومع زيادة الدخول وتحسن مستوى المعيشة والتعرّف على ثقافات وأنماط استهلاكية جديدة وعدم اقتصار التنوع في أصناف الأكل على موسم بعينه إلا أن عادة الإقبال على الشراء بشراهة في رمضان لم تتغير تبعاً لذلك.
لا شك أن الأشخاص الذين يمارسون هذه السلوكيات إنما هم يبحثون عن تحقيق المنفعة أو السعادة لأنفسهم وأسرهم، وهم في معظم الأحوال يتحصلون عليهما من السلوكيات نفسها لا من السلع التي يشترونها. ولحل هذه الإشكالية فإن المفترض تغيير المفاهيم الخاطئة عن مصادر السعادة بشكل عام وفي رمضان بشكل خاص. وسيكون رمضان أجمل وسيكون الشخص أكثر سعادة عندما يعي حقيقة رمضان ويعمل وفقاً لها لا وفقاً لما يصادمها.
***********************************************
على خلفية قرارات تخفيف شروط الاستقدام لقطاع المقاولات
د. القصبي: القرار إيجابي.. ونطالب بسرعة تطبيقه
* الرياض - عبدالله الحصان:
أوضح الدكتور أحمد القصبي المدير العام لشركة القصبي للمقاولات المحدودة ل(الجزيرة) أنه في غاية السعادة بصدور قرار مجلس الوزراء بتخفيف شروط الاستقدام لقطاع المقاولات، وطالب في الوقت نفسه بسرعة تطبيق هذه القرارات من الجهات التنفيذية، وطالب في المقابل أيضاً بإيجاد حلول سريعة لقضية (مدة ترسية) المشاريع عند الفوز بها، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى قرابة 8 أشهر!!؛ الأمر الذي من شأنه أن يعرضنا نحن المقاولين لمخاطر المتغيرات السعرية في مواد البناء بشكل عام.
وتناول في هذه القضية مشكلة المواد الإنشائية وأبدى انزعاجه بخصوص ارتفاعاتها وعدم تواجد البعض منها أيضاً؛ ما يضطر المستهلك للانتظار الذي من شأنه أن يضر به كمقاول.
واقترح القصبي إيجاد موردين متعددين للمواد الإنشائية وعدم حكرها على جهة معينة للاستفادة بشكل أوسع.
مواقع النشر (المفضلة)